كتاب المثل العليا في الإسلام - ضمن «محاضرات الشنقيطي» ط عالم الفوائد

وقال بذلك بعض الكوفيين أيضًا في الجمع المذكر السالم، وعليه قول الزمخشري:
لا أبالي بجمعهم ... كل جمع مؤنث
والتأنيث بالألف كالتأنيث بالتاء الساكنة في الأفعال المتحركة في الأسماء قال في "الخلاصة":
علامة التأنيث تاء وألف
فنعت الجمع المفرد في "المثل العليا" كقوله تعالى: {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه / 18] وقوله: {لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)} [طه / 23] وقوله: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} [طه / 51] وقوله: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف / 180] وقوله: {لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى} [الأنعام / 19] ونحو ذلك. والمَثَل -بفتحتين أيضًا- يطلق على الصفة، ويطلق على الشيء الذي يُضرب لشيء مثلًا فيُجْعل مثله.
وإذا علمتَ ذلك فاعلم أن المثل العليا التي تضمنها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالتقسيم الأول إنما هي قسمان:
قسم منها: وهو القسم الأعلى الذي لا يُماثل إنما هو لله جل وعلا وحده، كما بين ذلك بقوله: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)} [النحل / 60]. قال ابن جرير رحمه الله: يقول: ولله المثل الأعلى، وهو الأفضل والأطيب والأحسن والأجمل، وذلك التوحيد والإذعان له بأنه لا إله غيره.
والتحقيق: أن المثل الأعلى المذكور شامل للتوحيد، والإذعان

الصفحة 128