كتاب المثل العليا في الإسلام - ضمن «محاضرات الشنقيطي» ط عالم الفوائد

[الشورى: 41] فهذا حَسَن، ثم أرشد إلى ما هو أحسن منه بقوله: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)} [الشورى: 43].
وكقوله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إلا مَنْ ظُلِمَ} [النساء / 148] ثم أرشد إلى ما هو أحسن منه وهو العفو عن السوء بقوله: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)} [النساء: 149].
وكقوله: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة / 45] ثم أرشد إلى ما هو أحسن بقوله: {فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ} على أصح التفسيرين.
وكقوله: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيسَرَةٍ} [البقرة / 280] ثم أرشد إلى ما هو أحسن بقوله: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)} فإنظار المعسر إلى الميسرة حَسَن وإبراؤه من الدَّين أحسن منه.
وكقوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إلا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} [البقرة / 237] ثم أرشد إلى ما هو أحسن بقوله: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} هو فأَخْذ كلِّ واحد من الزوجين نصف المهر في حالة الطلاق من قبل الدخول حَسَن، وعفو كل واحد منهما عن الآخر في نصفه حسن، وقد أرشد الله إليه بقوله: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}، ثم نهى عن نسيان هذا الفعل الكريم بقوله: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَينَكُمْ}.

الصفحة 134