كتاب المحاضرات - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قالوا: ومنها اشتراء عمر رضي الله عنه دار صفوان بن أمية
واتخاذها سجنا لمعاقبة أهل الجرائم.
وقالوا: السجن من العقوبات الشديدة، ولذا قرن بالعذاب الاليم
في قوله تعالى: < إلا اق يستجن ؤ عذاب أليص! ا) [يوسف/ 25]، وقالوا.
لم يكن في زمن رسول الله! يو وأبي بكر سجن، فلما انتشرت الرعية
ابتاع بمكة دارا وجعلها سجنا يسجن فيها. قالوا: وفيه دليل على جوار
اتخاذ السجن، وقد سجن عمر الحطيئة على الهجو، كما يدل له قوله:
ماذا تقول لافراخ بذي مرخ زمخب الحواصل لا ماء ولا شجو
ألقيت كاسبهم في قعر مفلمة فامنق عليك سلام الله يا عمر
وقد سجن عمر - رضي الله عنه -صبيغا على سؤاله عن المتشابه،
وسجن عثمان - رضي الله عمه - صابىء بن حارثة، وكان من لصو! ا
بني تميم، ومات في السجن، وقد حاول قتل عثمان وهو في سجنه
كما يدل له قوله:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني تركت على عثمان تبكي حلائل
قالوا: وسجن علي - رضي الله عنه - فى الكوفة، وسجن ابن
الزبير في مكة.
قالوا: ومن أمثلة ذلك تدوين الدواوين، لان أول من دولها في
الإسلام عمر - رصي الله عنه - ولم يتقدم فيه ولا في شيء مما ذكر
قبله، ولا في نظيره أمر من الشارع، فكتابة عمر أسماء الجند في ديوان
يعرف به الجند!، ويميز به أهل كل لاحية، ويعرف به من تخل! همق لم
36

الصفحة 36