كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 6)

<227> نافع بن علقمة ذكره بن شاهين في الصحابة وقال سكن الشام ولم يخرج له شيئا وذكره بن أبي حاتم فقال إنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم قال وسمعت أبي يقول لا أعلم له صحبة وأخرج أبو يعلى من طريق حسين بن واقد عن حبيب بن أبي ثابت أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه قال خرجت مع عمر إلى مكة فاستقبلنا أمير مكة نافع بن علقمة وسمي بعم له يقال له نافع فقال له عمر من استخلفت على مكة الحديث وهذا السند قوي إلا أن فيه غلطا في تسمية أبيه فالقصة معروفة لنافع بن عبد الحارث كما تقدم قريبا وفي أمراء مكة نافع بن علقمة آخر ليس خزاعيا ولا أدرك عمر فضلا عن أن يكون له صحبة وهو نافع بن علقمة بن صفوان بن محرث الكناني كان عبد الملك بن مروان أمره على مكة وله قصة مع أبان بن عثمان ذكرها الزبير بن بكار في الموفقيات وهو خال مروان والد عبد الملك فإن أم مروان هي أم عثمان آمنة بنت علقمة بن صفوان المذكور ولم أر لعلقمة ذكرا في الصحابة فكأنه مات قبل أن يسلم فيكون لولده نافع صحبة فإن بني كنانة كانوا بالقرب من مكة ولم يبق بالحجاز أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع نافع بن غيلان بن سلمة الثقفي تقدم نسبه في ترجمة أبيه ذكره أبو عمر في الصحابة وقال بن عساكر لا أدري له صحبة أو لا وذكر أنه استشهد بدومة الجندل قلت وكانت في سنة ثلاث عشرة ومقتضى ذلك أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بالغا وقد تقدم أنه لم يبق من قريش وثقيف بعد حجة الوداع أحد إلا اسلم وشهدها فهو صحابي وأبوه مشهور في الصحابة وأخرج بن أبي الدنيا من طريق يعقوب بن داود الثقفي قال استشهد نافع بن غيلان بن سلمة الثقفي مع خالد بن الوليد بدومة الجندل فقال أبوه وجزع عليه ما بال عيني لا تغمض ساعة إلا اعترتني عبرة تغشاني يا نافعا من للفوارس أحجمت عن شدة مذكورة وطعان لو أستطيع جعلت مني نافعا بين اللهاة وبين عقد لساني قال فعوتب على كثرة بكائه فقال دعوني فسينفد دمعي فقيل له بعد ذلك أين دموعك يا غيلان فقال كل شيء يبلى وهكذا أخرجها الزبير بن بكار من طريق عبد الله بن مصعب الزبيري عن أبيه وزاد بلى نافع وبليت الدموع واللحاق به قريب نافع بن كيسان الثقفي قال بن سعد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وسكن دمشق وأخرج أبو نعيم في الصحابة من طريق صدقة عن سليمان بن داود عن أيوب بن نافع بن كيسان عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ستشرب أمتي من بعدي الخمر يسمونها بغير اسمها يكون عونهم على شربها أمراءهم وأخرج بن عائذ عن الوليد بن مسلم عمن سمع عبد الرحمن بن ربيعة عن عبد الرحمن بن أيوب بن نافع عن كيسان عن أبيه عن جده نافع بن كيسان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه ينزل عيسى بن مريم عند باب دمشق الشرقي أخرجه تمام في فوائده من طريق بن عائذ وتابعه محمد بن وهب بن عطية عن عبد الرحمن بن زمعه مثله أخرجه بن شاهين §

الصفحة 227