كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 6)

<267> له وتصريحه بتحديثه إياه فلعله كان في الوقت الذي أشار اليه همام بن منبه كان غائبا عن صنعاء لأن الأسود الكذاب لما غاب على صنعاء فر غالب أهلها منه وكذلك أخرج عبيد بن محمد الكشوري في تاريخه من طريق هشام بن يوسف عن عمر بن نعيم سمعت النعمان بن بزرج وكان عاش ثلاثين في الجاهلية ومائة سنة في الإسلام وذكر أيضا أن النعمان وفد على معاوية فسأله أن يولي الضحاك بن فيروز الإمارة وقال أبو بكر بن البرقي في تاريخه مات النعمان بن بزرج في خلافة عبد الملك بن مروان النعمان بن حميد استدركه أبو موسى وقال يقال انه أدرك الجاهلية وذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين وقال روى عن عمر روى عنه سماك بن حرب النعمان بن صفوان بن عمرو بن نعيمة من أولاد سوادة بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل الحميري له إدراك وكان ولده السعر كثير الغزو للروم مع البطال النعمان بن محمية الخثعمي يقال له ذو الأنف ذكره أبو إسماعيل الأزدي فيمن شهد اليرموك وقال عقد أبو عبيدة له الرياسة على قومه من خثعم قال وكان ينازع هو وابن ذي السهم الرياسة قلت وقد تقدم أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمرون إلا الصحابة النعمان الرعيني قيل ذو رعين كان من ملوك اليمن وأسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر بن إسحاق أن ملوك اليمن كاتبوا النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فقدم عليه بكتابهم وهم الحارث بن عبد كلال وأخوه نعيم والنعمان قيل ذي رعين وهمدان ومعافر وبعث اليه زرعة بن سيف بن ذي يزن مالك بن مرارة ووقع عند المستغفري أن النعمان كان الرسول بالكتاب وخطأه أبو موسى في ذلك وقد استدركه بن فتحون عن بن إسحاق وعن الطبري على الصواب نعيم بن صخر بن عدي العدوي ذكره أبو إسماعيل الأزدي في فتوح الشام وأنه استشهد بأجنادين نعيم الحبر كان نصرانيا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر فهو نظير كعب الأحبار وقد ذكروه وتقدم خبره في ترجمة مطرف بن مالك في القسم الثالث وذكر بن أبي خيثمة في تاريخه من طريق قتادة عن زرارة بن أوفى عن مطرف بن مالك قال شهدت فتح تستر فذكر القصة إلى أن قال قال مطرف ثم بدا لي أن آتي بيت المقدس فإذا أنا براكب فقلت أنعيما قال نعم قلت ما فعلت نصرانيتك قال تحنفت بعدك قال وسمع اليهود بقدوم نعيم وكعب بيت المقدس فاجتمعوا فقال لهم كعب هذا كتاب قديم وهو بلغتكم فاقرءوه فقرأه قارئهم فأتى على مكان منه فضرب به الأرض فغضب نعيم وأخذه وقال لا أدعكم بعدها تقرءونه فسألوه وطلبوا إليه حتى قال إني أمسكه في حجري فأمسه في حجره وقرأه قارئهم حتى أتى ذلك المكان فإذا فيه ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه الآية قال فأسلم منهم حينئذ اثنان وأربعون حبرا النون بعدها الفاء والميم §

الصفحة 267