كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 6)
<301> هرم بن سنان المزي ذكر في ترجمة هاشم بن حرملة وهرم هذا هو الذي أصلح بين بني عبس وبني فزارة بعد أن كادوا يتفانون في الحرب التي كانت بينهم بسبب داحس والغبراء وهو الذي عناه زهير بن أبي سلمى الشاعر المشهور والد كعب بن زهير بقوله فيه وفي رفيقه تداركتما عبسا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم ولزهير فيه غرر المدائح قال بن الكلبي حدثني أبي قال عاش هرم حتى أدرك عمر فقال له أي الرجلين كنت مفضلا عامر بن الطفيل أو علقمة بن علاثة فقال لو قلت ذاك لعادت جذعة قال عمر نعم مستودع السر أنت يا هرم هرم بن قطبة بن سنان الفزاري أدرك الجاهلية وأسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وثبت في الردة وذكر وثيمة أنه دعا عيينة بن حصن الى الثبات على الإسلام وقال له اذكر عواقب البغي يوم الهباءة ولجاج الرهان يوم قيس وهزيمتك يوم الأحزاب في موعظة طويلة فلم يقبل منه ففارقه وقال فيه شعرا وكان هرم بن قطبة يقضي بين العرب في الجاهلية وقد تنافر اليه عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة فاستخفى منهما ذكر ذلك أبو عبيدة في كتاب الديباج وقال أسلم هرم بن قطبة وقال عمر في خلافته لمن كنت حاكما بينهما لو حكمت فقال أعفني فوالله لو أظهرت هذا لعادت الحكومة جذعة فقال صدقت والله وبهذا العقل أحكمت وروى هذه القصة أبو الحسين الرازي والد تمام في فوائده من طريق الشافعي قال حدثني غير واحد فذكرها وقال الجاحظ في كتاب البيان أول ما رآه عمر أراد أن يكشفه يستثير ما عنده لأنه كان دميم الخلقة ملتفا في بت في ناحية البيت فلما أجابه بهذا الحديث أعجب به وأورد قصة المنافرة مطولة بن دريد في أماليه من طريق بن الكلبي عن أبيه عن أبي مسكين عن أشياخهم الهرمزان الفارسي كان من ملوك فارس وأسر في فتوح العراق وأسلم على يد عمر ثم كان مقيما عنده بالمدينة واستشاره في قتال الفرس وقال القاضي إسماعيل بن إسحاق حدنثا يحيى بن عبد الحميد حدثنا عباد بن العوام عن حصين عن عبد الله بن شداد قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم الى الهرمزان من محمد رسول الله اني أدعوك الى الإسلام أسلم تسلم الحديث وقال الشافعي أنبأنا الثقفي وابن أبي شيبة حدثنا مروان بن معاوية كلاهما عن حميد عن أنس حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر فقدم به عليه فاستفخمه فقال له تكلم لا بأس وكان ذلك تأمينا من عمر هكذا جاء مختصرا ورواها على بن حجر في فوائد إسماعيل بن جعفر مطولة قال عن حميد عن أنس بعثني أبو موسى بالهرمزان الى عمر وكان نزل على حكمه فجعل عمر يكلمه فجعل لا يرجع اليه الكلام فقال له تكلم فقال له أكلام حي أم كلام ميت قال تكلم لا بأس عليك قال كنا وأنتم يا معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم نستعبدكم فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان فذكر قصته معه في تأمينه قال فأسلم الهرمزان وفرض له عمر وقال يحيى بن آدم في كتاب الخراج عن الحسن بن صالح عن إسماعيل بن أبي خالد قال فرض عمر للهرمزان في ألفين وقال علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أنس قدم الهرمزان على عمر فذكر قصة أماناه فقال عمر أخرجوه عني سيروه في البحر ثم قال كلاما فسألت عنه فقيل لي انه قال اللهم اكسر §