كتاب مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية - جرار

اللهُ له طريقاً إلى الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتَضعُ أَجنحتَها لطالبِ العلمِ رِضاً بما يَصنعُ، وإنَّه ليَستغفرُ له مَن في السماواتِ والأرضِ، حتى الحيتانُ في الماءِ، ولَفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، هم وَرثةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دِيناراً ولا دِرهماً، إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أَخذَ به أَخذَ بحظٍّ وافِرٍ» (¬1).
259 - أخبرنا الحسينُ بنُ إدريسَ الأنصاريُّ بهَراةَ: حدثنا أيوبُ بنُ محمدٍ الوزَّانُ: حدثنا مُعَمَّرُ بنُ سليمانَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ بشرٍ، عن الأعمشِ، عن أبي سفيانَ، عن جابرٍ، عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه قالَ:
دخلَ رَجلانِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاستَعاناهُ على شيءٍ فأَعانَهما بدينارَينِ، فدخَلَ عليه عمرُ بنُ الخطابِ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي لقيتُ فُلاناً وفُلاناً خَرجا مِن عِندكَ فإذا هُما / يُثنيانِ خيراً، قالَ: «لكنَّ فُلاناً ما يقولُ ذاكَ، ولَقد أَعنتُه ما بينَ عشرةٍ إلى مئةٍ، فما يقولُ ذاكَ، وإنَّ أحدَكم ليَخرجُ بصدقتِهِ مِن عِندي مُتأبِّطَها وإنَّما هي له نارٌ»، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، فكيفَ تُعطيهِ وقَد عَلمتَ أنَّها له نارٌ؟ قالَ: «فَما أَصنعُ، يأْبَونَ إلا أَن يَسأَلوني، ويأْبى اللهُ عزَّ وجلَّ لي البخلَ» (¬2).
¬__________
(¬1) أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (178)، والبيهقي في «الشعب» (1574)، وابن عساكر (50/ 48 - 49) من طريق الأوزاعي به.
وقال ابن عبد البر: إن الأوزاعي لم يقمه وقد خلط فيه.
وانظر بيان ذلك وتخريج بقية طرقه في «علل الدارقطني» (1083).
(¬2) أخرجه البزار (235)، والحاكم (1/ 46) من طريق معمَّر بن سليمان به.
واختلف فيه على الأعمش على وجوه ذكرها الدارقطني في «علله» (141).
وأصل الحديث عند مسلم (1056) من وجه آخر عن عمر مختصراً.

الصفحة 120