كتاب المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد (اسم الجزء: 1)

الصفات: جمع صفة وهي (¬1) الوصف؛ فالهاء عوض عن الواو، وصفاته تعالى إما ذاتية، كالعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والحياة والإرادة، أو (¬2) صفات أفعال، كالإحياء والخلق والرزق. وجلت: عظمت. وتعالى بالغ في العلاء والارتفاع؛ والشَبهُ والشبيه بمعنى الشبيه، والمثال: المماثل. والمعنى أن صفاته تعالى عظمت عن أن (¬3) تشبه بصفات غير. وأنه تعالى ليس كمثله شيء (¬4). وكلما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك. وكيف يشبه الخالق أو صفاته بالمخلوق؟!.
أحمده حمدًا كثيرًا طيبًا ... مباركًا فيه على ما وهبا
الطيب: ضد الخبيث، والبركة: خير إلهي (¬5) في الشيء، والمبارك فيه: ما فيه ذلك الخير، والهبة: الإعطاء بلا عوض، وأتى بالجملة الفعلية بعد الإسمية تأسيًا بحديث: "إنَّ الحَمْدَ لِلْهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتعينُهُ" (¬6)، وعن رفاعة بن رافع الزرقي قال: كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رفع رأسه من الركعة قال: "سَمِعَ اللهُ لمنْ حَمِدَهُ" قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا، فيه فلما انصرف قال: "من المُتكَلِّمُ؟ " قال: أنا. قال: "رَأيتُ بِضْعةً وثَلاثينَ مَلْكًا يَبْتَدِرُونَها أيَّهُمْ يَكْتُبُها أوَّلَ". رواه البخاري (¬7).
وصلِّ يا ربِّ على النبيِّ ... محمدٍ ذي العنصر الزكيِّ
¬__________
(¬1) في د وهو.
(¬2) في ب واو العطف بدل أو، وكذلك في د وس.
(¬3) سقط حرف أن من النسخ النجدية وهـ وسقط من د عن.
(¬4) في د وهو السميع وفي س وهو السميع البصير.
(¬5) في د الخير الإلهي.
(¬6) أول خطبة الحاجة وقد رواها مسلم برقم 868 وابن ماجة برقم 1892، ورواها أبو داود برقم 2118 والترمذيُّ رقم 1105 والنسائيُّ 3/ 105 بلفظ: (إنَّ الحَمْدَ للهِ نَسْتَعيِنُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ".
(¬7) البخاري 2/ 237 وأبو داود 770 والنسائيُّ 2/ 196.

الصفحة 115