كتاب المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد (اسم الجزء: 1)

ما اختص به - صلى الله عليه وسلم - من الكرامات الواجبات والمباحات والمحظورات (¬1). وقد أفردها كثير من العلماء بالتأليف، وذكر الفقهاء منها في أوائل كتب النكاح جملة شافية. والكرام (¬2): جمع كريمةُ من الكرم ضد اللؤم. والأنام: الخلق. ومنفردًا: نصب على الحال من الضمير في صاحب الخصائص، وهو عائد على النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد قسم العلماء خصائصه إلى قسمين:
1 - ما انفرد به حتى (¬3) عن الأنبياء.
2 - وما انفرد به عن الأمم خاصة.
وآله وصحبه الأعلام ... وخصهم بأفضل السلام
آله: أتباعه على دينه. وقيل: أقاربه المؤمنين (¬4) من بني هاشم وبني المطلب، وقيل: أهله. وأصله أول عند الكسائي تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت (¬5) ألفًا لتصغيره (¬6) على أويل. وعند سيبويه؛ أهل قلبت الهاء همزة ثم الهمزة ألفًا لتصغيره على أهيل والصواب جواز إضافته خلافًا لمن أنكره.
والصحب: اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي؛ وهو من اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - اجتماعًا متعارفًا في اليقظة، أو لقيه، أو رآه بعد البعثة مؤمنًا، وتبطل صحبته وسائر أعماله بردته إن مات عليها.
¬__________
(¬1) أما ما خص الله به نبيه من الواجبات فمثل صلاة الضحى والوتر والسواك والأضحية وهذه واجبات في حقه سنن في حق أمته.
أما ما خصه الله به من المباحات فمثل: نكاحه - صلى الله عليه وسلم - تسعًا، وانعقاد نكاحه بلا ولي ولا شهود وبلفظ الهبة، وأبيح له الوصال وصفي المغنم وخمس الخمس وأربعة أخماس الفيء.
أما ما خصه الله به من المحرمات: فإنه حرم عليه الصدقة ونزع لأمته قبل قتال عدو دعت له حاجة ومد العين إلى متاع الناس وإمساك من كرهت نكاحه، انظر نهاية المحتاج 6/ 174 - 176 والفروع 3/ 16 - 21.
(¬2) في أوحـ وجـ وهـ وط بدون واو العطف الاستئنافية.
(¬3) سقطت من د.
(¬4) في النجديات وط المؤمنين.
(¬5) في جميع النسخ قلبت، وزدنا الفاء للربط.
(¬6) في د التصغير، وفي هـ لتصغير.

الصفحة 117