كتاب المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد (اسم الجزء: 1)
فمثله إما عن الرسول ... أو صاحب أو تابع مقبول
أي: كل قول للإمام أحمد انفرد به عن غيره من الأربعة، فهو إما وارد عن محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو عن أحد من أصحابه، أو من التابعين لهم المقبولين؛ إذ قول الصحابي حجة عنده إذا لم يخالفه غيره من الصحابة. وأما التابعي فموافقه في الاجتهاد، قوله (¬1) ليس بحجة في المشهور.
مصدق ذا إن شئت يا إمامي ... انظر وطالع كتب الإسلام
أي: إن أردت ما يصدق (¬2) كلام المصنف من أن الإمام أحمد لم يقل قولًا وينفرد (¬3) به إلا لدليل (¬4) مما تقدم (فعليك) أن تنظر في كتب الإسلام المشتملة على بيان الخلاف العالي تطالعها، فترى ما ذكره لك مطابقًا للواقع.
واعلم بأن (¬5) أصحابنا قد صنفوا ... في "المفردات" جُملًا وألفوا
لكنهم لم يقصدوا هذا النمط ... بل قصدوا الرد على إلكيا فقط
أي: لم ينفرد المصنف بالتصنيف في "المفردات" بل سبقه الأصحاب لذلك وألفوا فيها، ولكن على غير الطريقة التي أرادها (¬6) من جمعها، من غير تعرض للرد على المخالف وإقامة الدليل، بل قصد الرد على إلكيا فقط. وهو الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري الهراسي (¬7) عرف بإلكيا -بكسر الهمزة ولام ساكنة ثم كاف مكسورة وبعدها ياء مثناة من تحت- معناه الكبير بالعجمية. توفي في المحرم سنة أربع وخمسمائة وعمره
¬__________
(¬1) في أ، جـ ووقوله وفي ب أو قوله.
(¬2) سقطت من أ.
(¬3) في ب يفرد.
(¬4) في ط الدليل وفي هـ بدليل.
(¬5) في ب وأعلم أن.
(¬6) في النجديات، ط أراد بها من جمعها.
(¬7) في د الهراس.