كتاب المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد (اسم الجزء: 1)
............... ... والمشي بالنعلين في المقابر
أي: يكره، فيستحب خلع النعال وما في معناها لمن دخل (في) (¬1) المقابر لحديث بشير (¬2) بن الخصاصية (¬3) قال: بينما أنا أماشي (¬4) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ رأى رجلًا يمشي في القبور عليه نعلان فقال له: "يا صاحب السبتتين ألق سبتتيك" (¬5). فنظر الرجل فلما عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلعها فرمى بهما. رواه أبو داود، وقال (¬6) أحمد: إسناده جيد (¬7)، وأكثر أهل العلم لا يرون بذلك بأسًا (¬8)، ولا يكره المشي فيها بالخف.
تطوع القربات كلالصلاة (¬9) ... ثوابه (¬10) لمسلمي الأموات
يهدي وكالقرآن مثل الصدقة ... منفعة تأتيهم محققة
يعني: أي قربة فعلها مسلم وجعل ثوابها للميت فإنه ينفعه قال في الشرح (¬11): أما الدعاء والاستغفار والصدقة وقضاء الدين وأداء الواجبات، فلا نعلم فيه خلافًا إذا كانت الواجبات مما تدخله النيابة، قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
¬__________
(¬1) ما بين القوسين من ط.
(¬2) في أكسر وفي ب، جـ، ط بشر وفي هـ كشتر.
(¬3) في أ، جـ، د، س، الحصاصية بالحاء وفي ط الخصاصة.
(¬4) في أ، جـ ماشيًا وراء وفي ب، ط ماش وراه.
(¬5) في ط سبيتك.
(¬6) سقطت الواو من د، س.
(¬7) أبو داود برقم 3230 وأحمدُ 5/ 83، 84، ولفظ أحمد: يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتك.
والنعال السبتيه: هي المصنوعة من جلود البقر المدبوغة سميت بذلك لأن شعرها قد سُبِت عنها أي أزيل وقيل: لأنها انسبتت أي لانت. النهاية 2/ 330.
(¬8) انظر المنهل العذب المورود 9/ 78.
(¬9) في د في الصلاة.
(¬10) في جـ ثوبه.
(¬11) الشرح الكبير 2/ 425.