كتاب المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد (اسم الجزء: 1)
{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ (¬1) أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر: 5]، وروى ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرق نخل بني النضير وقطع وهي البُوَيْرَة (¬2)، فأنزل الله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} وفيها يقول حسان.
وهان على سراة (¬3) بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير (¬4)
متفق عليه (¬5).
بغير إذن تحرم المبارزة ... فالسلب المشهور ليست جائزة (¬6)
أي: تحرم (¬7) المبارزة بغير إذن الأمير.
ورخص فيها مالك والشافعيُّ وابن المنذر، لأنّ أبا قتادة قال: (بارزت رجلًا يوم حنين (¬8) فقتلته (¬9)) (¬10)، ولم يعلم أنه استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولنا: أن الإمام أعلم بفرسانه (¬11) وفرسان عدوه، ومتى برز الإنسان إلى من لا يطيقه كان معرضًا نفسه للهلاك فتنكسر قلوب المسلمين، فينبغي
¬__________
(¬1) اللينة: النخلة الناعمة. انظر المفردات في غريب القرآن ص 457.
(¬2) تصغير بئر وهي موضع منازل بني النضير اليهود بالمدينة. انظر معجم معالم الحجاز 1/ 260 وفي د البوره.
(¬3) سقطت من جـ كلمة على.
(¬4) البيت في ديوان حسان 1/ 210.
وسرة جمع سري وهو الشريف في قومه، ومستطير: منتشرة، وإنما قال حسان: ذلك تعييرًا لقريش لأنهم كانوا أغروهم بنقض العهد ووعدوهم أن ينصروهم إن قصدهم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(¬5) البخاري 7/ 256 ومسلمٌ برقم 1746 وأبو داود برقم 2615 والترمذيُّ برقم 3298.
(¬6) في نظ بجائرة وفي ص، ك لست جائزة.
(¬7) في أ، ب يحرم.
(¬8) سقطت من جـ، ط كلمة حنين.
(¬9) في الأزهريات وقتلته.
(¬10) رواه عبد الرزاق في المصنف برقم 9476 والدارميُّ 2/ 229 ولفظه عنده: بارزت رجلًا فقتلته فنفلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلبه.
(¬11) في د، س أعلم بفرسان عدوه.