كتاب المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد (اسم الجزء: 1)

وعنه لا يسهم له (¬1)، وهو مذهب أبى حنيفة ومالك والشافعيُّ، لأنه من غير أهل الجهاد كالعبد (¬2).
ولنا: ما روى الزهري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعان بناس من اليهود في حربه فأسهم لهم، رواه سعيد في سننه (¬3)، وروي أن صفوان بن أمية خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وهو على شركه فأسهم له وأعطاه (من) سهم المؤلفة (¬4)، ولأن الكفر نقص في الدين فلم يمنع من استحقاق السهم لفسق بخلاف العبد فإن نقصه (¬5) في دنياه وأحكامه، وإن غزا بغير إذن الإمام لم يسهم له لأنه غير مأمون على الدين فهو كالمرجف (¬6) وشر منه.
وتاجر بلا قتال قد (¬7) حضر ... وقعتنا بسهمه يقضي الوطر (¬8)
وأسهم لحداد وللبيطار (¬9) (¬10) ... أيضًا وللخياط والمكارى
كذاك للصباغ والإسكافي (¬11) ... ونحوهم بذاك نص وافي
يعني: أن الغنيمة لمن شهد الوقعة وإن لم يقاتل، فيسهم لتاجر (¬12)
¬__________
(¬1) سقطت من أ، حـ ط.
(¬2) انظر بدائع الصنائع 7/ 16 والكافي لابن عبد البر 1/ 475 ومغني المحتاج 3/ 105.
(¬3) روى الترمذيُّ مرسلًا برقم 1858 وقال الزيلعيّ في نصب الراية 3/ 422 - 423: قال صاحب التنقيح: مراسيل الزهري ضعيفة، كان يحيى القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئًا ويقول هي بمنزلة الريح.
(¬4) رواه الشافعي في الأم 4/ 177: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استعان بصفوان وهو مشرك، وروى البيهقي 7/ 18 - 19: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه من سهم المؤلفة قلوبهم مائة من الإبل.
(¬5) في النجديات، هـ، ط فإنه نقص.
(¬6) المرجف: هو الذي ينقل الأراجيف وهي الأخبار الكاذبة التي توهن عزائم الجيش وتبث في نفوسهم الرعب من العدو.
(¬7) في نظ بل.
(¬8) في د س الوتر.
(¬9) في نظ للحداد والبيطار.
(¬10) البيطار: طبيب الدواب. انظر القاموس 1/ 374.
(¬11) الإسكافي: الذي يصنع الخفاف، أو النجّار وكل صانع بحديدة .. القاموس 3/ 153.
(¬12) في د، س فيهم كتاجر.

الصفحة 385