كتاب المنح الشافيات بشرح مفردات الإمام أحمد (اسم الجزء: 2)

عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)} [ص:82 - 83]، وقوله: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)} [الحجر: 42]، (¬1) وأيهما (¬2) كان الأكثر فقد دل على استثناء الأكثر، ولأنّه استثناء البعض فجاز كاستثناء (¬3) الأقل.
ولنا: أنَّه لم يرد في لسان العرب الاستثناء إِلَّا في الأقل وقد أنكروا استثناء الأكثر فقال (¬4) أبو إسحاق الزجاج: لم يأت الاستثناء إِلَّا في القليل من الكثير، ولو قال قائل: مائة إِلَّا تسعة وتسعين لم يكن متكلمًا بالعربيّة وكان عيّا من الكلام ولكنة، وقال القتيبي (¬5). يقال: صمت الشهر إِلَّا يومًا، ولا يقال صمت الشهر إِلَّا تسعة وعشرين (¬6) يومًا، ويقال لقيت القوم جميعهم إِلَّا واحد أو اثنين ولا يجوز أن يقال لقيت القوم (¬7) إِلَّا أكثرهم، وإذا لم يكن صحيحًا في الكلام لم يرتفع به (¬8) ما أقر به كاستثناء الكل.
وأمّا ما احتجوا به من التنزيل (¬9) ففي الآية الأولى استثنى المخلصين من بني آدم وهم الأقل لقوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24]، وفي الآية (¬10) الأخرى استثنى (¬11) الغاوين من العباد وهم الأقل فإن الملائكة من العباد وهم غير غاوين قال تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26].
¬__________
(¬1) سقطت من هـ.
(¬2) في د، س وأيهما.
(¬3) في د، س كما.
(¬4) في النجديات، هـ ط وقال.
(¬5) في أ، جـ، والأزهريات، ط القتي وهي كما أثبتناها في المغني والشرح الكبير 5/ 303.
(¬6) في جـ ثلاثين وفي هـ وتسعين.
(¬7) سقط من ب.
(¬8) سقطت من هـ.
سقطت من هـ.
(¬9) في هـ ما احتج التنزيل.
(¬10) سقطت من ب.
(¬11) سقط من هـ.

الصفحة 796