كتاب أمالي ابن الحاجب (اسم الجزء: 1)

وإذا ثبت أن "إذا" لمجرد الزمان المحض بدليل ما ذكرناه وقدرناه، فيكون معنى الآيتين على هذا واضحاً (¬1)، وهو أن معنى قوله (هم ينتصرون) ينتصرون (¬2) في زمن إصابة البغي لهم. وكذلك قوله: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات، ما كان حجتهم) في هذا الزمان إلا أن قالوا؛ إلا أن في قوله: ما كان حدتهم، تقديم ما في حيز النفي عليه. وجوابه أنه ظرف، والظروف اتسع فيها. ومثله في القرآن: "يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين" (¬3)، على خلاف يه. وكذلك قوله: "كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون" (¬4) وهو أيضاً مختلف فيه (¬5).
وفي قوله: "هم ينتصرون"" جوابان آخران، أحدهما: أنّ (ينتصرون) جواب الشرط، وأفاد الشرط فيه استقبالاً، و (هم) تأكيد للضمير في (أصابهم). والآخر: أن الفاء مزاده، وهو قول ضعيف. والله أعلم بالصواب.

[إملاء 5]
[أخر جمع أخرى]
وقال أيضاً مملياً بالقاهرة سنة ثلاث عشرة على قوله تعالى: "فعدة من أيام أخر" (¬6):
أخر: جمع أخرى، مثل قولك: فضلى وفضل. وأما آخر فيجمع على
¬__________
(¬1) في الأصل: واضح. وهو خطأ من الناسخ، لأنه خبر يكون.
(¬2) ينتصرون: سقطت من س.
(¬3) الفرقان: 22.
(¬4) الذاريات: 17.
(¬5) انظر إعراب القرآن المنسوب للزجاج 1/ 296 (تحقيق ودراسة إبراهيم الأبياري).
(¬6) البقرة: 185.

الصفحة 116