كتاب أمالي ابن الحاجب (اسم الجزء: 1)

بعدها لإبهامها وجب تقدير إضافة "متى" إلى ما بعدها لإبهامها، ولم يجب في "متى"، فلا يجب في "إذا". وقالوا أيضاً: لو كان العامل فيها جوابها لاستحال أن يقال: إذا أحسنت إلى اليوم أكرمتك غداً، لأن "إذا" ههنا عندهم ظرف للإكرام، وقد فُسّرَتْ بكونها غدا، وأضيفت عند هؤلاء إلى الإحسان (¬1) الذي هو في اليوم، فيؤدي إلى أن تكون هي (¬2) اليوم وغدا في الكلام باعتبار الشيء الواحد، وهو محال، والله أعلم بالصواب.

[إملاء 17]
[إعراب قوله تعالى: "سلام قولا"]
وقال أيضاً مملياً بالقاهرة سنة ثلاث عشرة على قوله تعالى: {ولهم ما يدعون سلام قولا} (¬3):
في رفعه أوجه: أحدهما: أن يكون بدلا من قوله: {ولهم ما يدعون} (¬4)، تقديره: ولهم سلام، ويكون لقوله: سلام، وجهان على هذا التأويل: أحدهما: السلامة، فلا يحتاج إلى تقدير، كأنه قال: ولهم السلامة. والآخر: أن يكون السلام المعروف، ويكون ذلك من الله أو من الملائكة، ويكون المعنى: ولهم ما يتمنونه من الملائكة أو من الله أو من الجميع.
ويجوز أن يكون مرتفعا على معنى: هو سلام (¬5)، تفسيراً لما يدعونه على
المعنيين (¬6).
¬__________
(¬1) في الأصل وفي د، م: الإكرام. وما أثبتناه من ب، س. وهو الصواب.
(¬2) في س: هو. والصواب ما أثبتناه لأن الكلام في (إذا).
(¬3) يس: 57، 58 وبعدها "ومن رب رحيم".
(¬4) أجازه النحاس. إعراب القرآن 2/ 729، والزمخشري. الكشاف 3/ 327.
(¬5) في د: الإسلام. وهو تحريف.
(¬6) تفسيراً لما يدعونه على المعنيين: سقطت هذه العبارة من س.

الصفحة 132