كتاب أمالي ابن الحاجب (اسم الجزء: 1)

لساحران، فأضعف لدخول اللام في الخبر، ولأن حذف (¬1) ضمير الشأن المذكور لم يثبت إلا شاذاً في مثل قولهم:
إن من يدخل الكنيسة يوما (¬2).
وعلى ثبوته فهو ضعيف باتفاق، والله أعلم بالصواب.

[إملاء 31]
[توجيه قراءات قوله تعالى: {والبحر يمده}]
وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر} (¬3):
من قرأ (والبحر) بالنصب (¬4) فمعطوف على اسم أن، ويمده: خبر له، أي: لو ثبت أن البحر ممدود من بعده بسبعة أبحر؛ ولا يستقيم أن يكون (يمده) حالاً في قراءة النصب، لأنه يؤدي إلى تقييد المبتدأ الجامد بالحال، لأنها بيان لهيئة الفاعل أو المفعول (¬5)، والمبتدأ لا فاعل ولا مفعول، فهو (¬6) ممتنع، ويؤدي إلى أن يكون المبتدأ لا خبر له، ألا ترى أنه لا يستقيم أن يكون خبر الأول
¬__________
(¬1) حذف: سقطت من ب.
(¬2) هذا صدر بيت من الخفيف وعجزه: يلق فيها جآذرا وظباء. وينسب للأخطل، وليس في شعره (صنعة السكري. تحقيق د. فخر الدين قباوة). وهو من شواهد مغنى اللبيب 1/ 36 (دمشق)، والمقرب 1/ 109، وأمالي بن الشجري 1/ 595 (دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت)، وابن يعيش 3/ 115 (عالم الكتب. بيروت). والشاهد فيه حذف ضمير الشأن شذوذاً.
(¬3) لقمان: 27.
(¬4) وهي قراءة أبي عمرو وابن أبي إسحق. القرطبي 14/ 77.
(¬5) في الأصل: والمفعول. وما أثبتناه أنسب.
(¬6) في ب، د: وهو. والصحيح ما أثبتناه.

الصفحة 158