كتاب أمالي ابن الحاجب (اسم الجزء: 1)

آتيتكموه من الكتاب والحكمة، أو لقوله: وإذ أخذ الله، أي: أخذنا ميثاقهم لأجل ما فضلناهم به من إيتاء الكتاب والحكمة، وجاء على لفظ الخطاب، لأنهم إذا أخذ ميثاقهم كانوا مخاطبين. فجاء على الحكاية، كقوله: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون} (¬1)، بالتاء وهي قراءة الأكثرين. وأما من قرأ بالياء (¬2) فلمجيئه بلفظ الغيب، وهو قوله: بني إسرائيل. والله أعلم بالصواب.

[إملاء 35]
[توجيه قراءات قوله تعالى: {وإن كلا لما ليوفينهم}]
وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم} (¬3):
قرأ نافع (¬4) وابن كثير: وإن كلا لما، بتخفيف إن ولما. وقرأ حفص وابن عامر (¬5) وحمزة: وإن كلا لما، بالتشديد في إن ولما. وقرأ أبو بكر (¬6): وإن كلا
¬__________
(¬1) البقر: 83.
(¬2) وهي قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي. البحر المحيط 1/ 282.
(¬3) هود: 111. وبعدها: "إنه بما يعملون خبير".
(¬4) هو نافع بن عبد الرحمن المدني أحد أصحاب القراءات السبع. ولد سنة 70 هـ وتوفي سنة 169 هـ. كان إمام الناس في المدينة. أصله من أصبهان. انظر النشر في القراءات العشر 1/ 112.
(¬5) هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة. ولد سنة 21 هـ وقيل سنة 8 هـ، وتوفي بدمشق رسنة 118 هـ. كان عالماً مشهوراً. أم المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة. انظر غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 325.
(¬6) هو شعبة بن عياش الأسدي الكوفي ولد سنة 95 هـ وتوفي سنة 193 وقيل سنة 194 هـ. كان إماماً كبيراً عالماً، وكان يقول: أنا نصف الإسلام، انظر غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 325.

الصفحة 164