كتاب أمالي ابن الحاجب (اسم الجزء: 1)

ليس هذا الحين حين مناص، وشبهه مما يقع فيه لات (¬1). واغتفروا ما يلزمهم لقيام هذا الدليل، والذي يلزمهم أن "لا" بمعنى "ليس" شاذ. وجوابه أنه شاذ ما لم تدخل التاء، فإذا دخلت فليس بشاذ. ومنها: ما يلزمهم من إضمار الاسم في الحرف، لأن المعنى عندهم: ليس الحين حين مناص، والحروف لا يضمر فيها. وجوابه: أنه قد قوي شبهه بالفعل فأجرى مجراه في هذا المثال لكثرة استعماله مثله. ومنها: ما لزمهم من الإضمار قبل الذكر، لأن المعنى: ليس الحين حين مناص. وجوابه: أن مثل هذا الإضمار جائز لقيام القرينة الحالية عليه. وإذا قامت القرينة على الإضمار كان بمثابة تقدم الذكر.
وذهب بعض الناس إلى أنها "لا" التي لنفي الجنس (¬2). ودليله عندهم ما ذكروه اعتراضاً على البصريين. والاعتراض عليه ما ذكره البصريون جواباً ودليلاً.

[إملاء 87]
[مسائل في المنادى]
المنصوب باللازم إضماره. قال (¬3): "هو أقسام منه المنادى (¬4) ",. والنداء جملة إنشائية يقصد بها تنبيه من تخاطبه بأحد الحروف المخصوصة (¬5). والمنادى هو الاسم المخاطب فيها. واختلف في تقديرها جملة. فمنهم من
¬__________
(¬1) قال تعالى: "ولات حين مناص" (ص: 3).
(¬2) وهو مذهب الكوفيين. انظر الإيضاح في شرح المفصل 1/ 399.
(¬3) المفصل ص 35.
(¬4) قال ابن الحاجب: "لم يحده لإشكاله". الإيضاح ذ/249. ثم قال: "والتحقيق أن يقال في حده: هو المطلوب إقباله بحرف نائب مناب أدعو لفظاً أو تقديراً. فالمطلوب إقباله جنس له ولغيره، وبحرف نائب مناب أدعو فصل. وخرج المندوب عنه بأصل الجنس فإنه ليس مطلوباً إقباله". الإيضاح 1/ 249.
(¬5) وهي: يا، أيا، هيا، وا، أي، الهمزة.

الصفحة 424