كتاب أمالي ابن الحاجب (اسم الجزء: 1)

أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا ... جهاراً ولم تغضب لقتل ابن خازم
...

وليست كل الأمالي القرآنية مقصورة على البحث في النحو. فهناك ما يقرب من خمسة عشر إملاء تبحث ي تفسير الآيات تفسيراً متصلاً باللغة أو الأسلوب أو العقيدة بعيداً عن الإعراب. ومن ذلك ما أملاه على قوله تعالى: "وما علمناه الشعر وما ينبغي له" (¬1) في الإملاء (114). وكذلك ما أملاه على قوله تعالى: "كونوا قردة خاسئين" (¬2) في الإملاء (117).
ويلاحظ أن اهتمام ابن الحاجب في القراءات القرآنية كان واضحاً. فقد تعرض لكثير من القراءات ونسبها لأصحابها. من ذلك الإملاء (61) على قوله تعالى: "أمَّن لا يَهِدِّي إلاَّ أنْ يُهدي" (¬3). والإملاء (30) على قوله تعالى: "إن هذان لساحران" (¬4). والإملاء (10) على قوله تعالى: "كذلك يطبعُ اللهُ على كُلِّ قَلبِ متكبّرٍ جبارٍ" (¬5).
وقد اهتم ابن الحاجب بالقراء السبعة، وذكر لهم قراءات في أماليه وهم: نافع وابن كير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي. كما ذكر قراءات لبعض رواة السبعة مثل: ابن ذكوان وحفص وقالون. ولم يذكر في أماليه قراءات عن غير السبة، إلا قراءة واحدة من القراءات الشاذة، وهي في الإملاء (86) على قوله تعالى: "هؤلاء بناتي هن أطهر لكم" (¬6). ومع توجهه لهذه القراءة الشاذة فإن ثقته كانت كبيرة في القراء السبعة، فهو يعتبر أن القراءة الضعيفة في اللغة لم تأت في السبعة، إذ يقول في الإملاء (97) على قوله
¬__________
(¬1) يس: 69.
(¬2) البقرة: 65.
(¬3) يونس: 35.
(¬4) طه: 63.
(¬5) غافر: 35.
(¬6) هود: 78.

الصفحة 45