كتاب أمالي ابن الحاجب (اسم الجزء: 1)
لها النداء وكأن فيها شيئاً ينادي بأن أصلها كذا، كما يقال: فعل فلان ينادي عليه بكذا" (¬1).
وقوله في المفصل (¬2): "التمييز رفع الإبهام". قال مملياً: ليس التمييز في الحقيقة رفعاً لأنه اللفظ الذي حصل عنه هذا الرفع المراد. وإنما يغتفر النحويون مثل ذلك لكونه معلوماً. إما على معنى لفظ رفع الإبهام أو رافع الإبهام أو ما أشبه ذلك، أو لأن الغرض ذكر ما يتميز به باعتبار المدلولات، إذ كان هو المقصود في التحقيق.
[إملاء 135]
[معنى بيت لذي الرمة وإعراب بعض كلماته]
وقال مملياً على قول الشاعر في المفصل (¬3):
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لشيء نحته عن يديه المقادر (¬4)
"الوجد" إما فاعل "الباخع" فلا ضمير في "الباخع"، والتقدير: الذي بخع الوجد نفسه، أي: أهلك، من قولك: "فلعلك باخع نفسك" (¬5) وإما مفعول من أجله. فيكون في "الباخع" ضمير يرجع إلى الموصول الذي بخع هو
¬__________
(¬1) قال ابن يعيش: "وقوله: ومنادية على أن الأصل كذا، يريد أنه مفهوم منها معنى الوصفية، وإن لم يكن اللفظ على ذلك". شرح المفصل 2/ 75.
(¬2) ص 65.
(¬3) ص 39.
(¬4) هذا البيت من البحر الطويل، وقائله ذو الرمة. انظر ديوانه ص 338. وهو من شواهد المقتضب 4/ 259، واللسان (بخع)، وابن يعيش 2/ 7. والشاهد فيه قوله: أي، وهو منادى مبهم قد وصف باسم الإشارة (هذا).
(¬5) الكهف: 6.
الصفحة 474
969