كتاب أمالي ابن الحاجب (اسم الجزء: 2)

[إملاء 1]
[الصفة الواقعة مبتدأ]
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه محمد وآله أجمعين. قال الشيخ رحمه الله إملاء بدمشق سنة ثماني عشرة وستمائة: قوله في المقدمة (¬1) في المبتدأ والخبر: "أو الصفة الواقعة بعد حرف النفي، وألف الاستفهام، رافعة لظاهر". احتراز من مثل قولهم: أقائم هو (¬2)؟. فإنه لم يختلف في أن: أقائم؟ خبر مبتدأ مقدم، ولذلك وجب في التثنية: أقائمان هما؟ وفي الجمع: أقائمون هم؟ ولا يجوز: أقائم هما؟ ولا: أقائم هم؟ وبذلك (¬3) جاء قوله عليه السلام: "أو مخرجي هم" (¬4)، بتشديد الياء على ما ذكرناه. ولو كان على غير ذلك لكان أو مخرجي هم، بتخفيف الياء لأنه مفرد. ألا ترى أنك تقول: مخرج، ثم تضيفه فتقول: مخرجي، كما تقول: حصيري، وليس كذلك في التشديد. وإنما لم يجر المضمر في ذلك مجرى
¬__________
(¬1) الكافية ص 4 (استنبول سنة 1315 هـ).
(¬2) هو: سقطت من س.
(¬3) في ب، د: وكذلك. وما أثبتناه أصوب.
(¬4) رواه البخاري (بدء الوحي: 3، تعبير: 1)، ومسلم (إيمان: 73). قال ابن كثير: "فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً، إذ يخرجك قولمك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم؟ فقال: نعم". انظر البداية والنهاية 3/ 3.

الصفحة 495