مثله، وليس الأمر كذلك (¬1). فالهاء في قولك: زيد ضربته، هي الموضوعة لذلك، كما أنك إذا قلت: أنا ضربت، كانت "أنا" غير موضوعة لمن نسب إليه الفعل، وإنما هو موضوعة لمن يحكم عليه. والتاء في: ضربت، هي التي وضعت لمن نسب إليه الفعل. ولما اتفق أن الذاتين في المعقول واحدة توهم أنهما على حد واحد باعتبار نسبة الفعل (¬2).
[إملاء 10]
[معنى أفعال المقاربة]
وقال أيضا ممليا [في سنة عشرين بدمشق] (¬3) على قوله (¬4): "رجاء أو حصولاً أو أخذاً فيه". قال: يريد أن القرب مرجو وحاصل ومشروع في متعلق القرب. فإذا قلت: كادت الشمس تغيب، فقرب الغيبوبة حاصل. وإذا قلت: طفق يخصف وجعل يقول، فمعناه: أنه أخذ في الخصف والقول.
[إملاء 11]
[مسألة في حد المفعول به]
وقال أيضاً ممليا على قوله (¬5): "المفعول به ما وقع عليه فعل الفاعل": إن قيل: إن المفعول مشتق، والمشتق تتوقف معرفته على معرفة المشتق منه، فإذا علم المشتق منه علم المشتق، فهو أخفى من المشتق فكيف يجعل الأخفى
¬__________
(¬1) كذلك: سقطت من س.
(¬2) قال الرضي: "والأقرب في رسم المفعول به أن يقال: هو ما يضح أن يعبر عنه باسم مفعول غير مقيد مصوغ من عامله المثبت أو المجعول مثبتاً". شرح الكافية 1/ 127.
(¬3) زيادة من ب، د.
(¬4) الكافية ص 18.
(¬5) الكافية ص 5.