كتاب أمالي ابن الحاجب (اسم الجزء: 2)

لكونه على خلاف هذه القاعدة التي قدرناها. وأما ما يقع بعد العلم فمخصوص عندي بالهمزة و "أم" كقولك: علمت أزيد عندك أم عمرو؟ والمعنى: علمت ما هو جواب ذلك، بخلاف قولك: علمت أزيد عندك أو عمرو؟ لأن جوابه بتعين أحدهما (¬1). فالمعنى: علمت ما يتعين منهما منهما مما ألبس تعيينه، لأنه متعين للمستفهم عنه. وأما إذا قال: علمت أزيد عندك أو عمرو؟ فليس بمستقيم ذلك: لأنه ليس الجواب متعينا فيعلمه. ألا ترى أن الجواب تارة يكون: نعم، وتارة يكون: لا، بخلاف ما ذكرناه. فلم يستقم تعلق العلم به لا ختلاف أحواله.

[إملاء 59]
[إيراد على الابتداء بالنكرة والجواب عنه]
وقال ممليا مجبيا عن إيرادهم على الابتداء بالنكرة في شرط المصحح لها قوله:
فيوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر (¬2)
له تأويلان: أحدهما: أن الخبر محذوف، والأخبار كثير حذفها إذا كان في الكلام دليل عليها، وتقديره: فمن هذه الأيام يوم علينا ويوم لنا مثله (¬3).
¬__________
(¬1) انظر المفصل ص 305.
(¬2) هذا البيت من المتقارب وقائله النمر بن تولب. انظر شعره ص57 (صنعة نوري القيسي بغدا). وهو من شواهد سيبويه 1/ 86، والكشاف 1/ 466، والهمع 1/ 101، وثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي ص 641 (تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم).
(¬3) قال سيبويه: "سمعناه من العرب ينشدونه. يريدون: نساء فيه ونسر فيه". الكتاب 1/ 86.

الصفحة 749