كتاب شرح سنن النسائي المسمى شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية (اسم الجزء: 1)
وقوله: (أي): اسم يتوصل به لنداء ما فيه أل، وذلك أحد معانيه التي يأتي لها في اللغة، وهي "خمسة". الثاني: أن تكون شرطية نحو {أَيًّا مَا تَدْعُوا} الثالث: أن تكون استفهامية نحو "أي الفريقين" والرابع: أن تكون موصولة نحو {أَيُّهُمْ أَشَدُّ}، وقول الشاعر:
إذا ما لقيت بني مالك ... فسَلِّم على أيهم أفضل
الخامس: أن تكون بمثابة الصفة، فتكون بعد النكرة صفة نحو: لقيت رجلًا أي رجل، وتكون حالًا بعد المعرفة نحو: "لقيت محمدًا أي رجل" وهي في النداء وصلة كما تقدم؛ إلا عند الأخفش؛ فإنه يرى أنها موصولة، وصَدْرُ صلتها ضمير محذوف، وهو العائد فيكون التقدير "يا من هم الذين آمنوا" و"يا من هو الرجل".
وقوله: "ها": للتنبيه، وهو أحد معانيه، فتدخل على أربعة أشياء:
الأول: ضمير الرفع المخبر عنه باسم الإشارة نحو {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ}.
والثاني: اسم الإشارة غير المختصة بالبعيد نحو: "هذا".
الثالث: نعت أي في النداء، كما هنا، ونحو: يا أيها الرجل، وهي هنا واجبة للتنبيه على أنه المقصود بالنداء، وعند بعضهم أنها عوض عما تضاف إليه أي. وفي لغة بني أسد يجوز فيها حذف الألف، ويجوز فيها ضم الهاء إتباعًا كما في قراءة ابن عامر {أَيُّهَ الثَّقَلَانِ}. {وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ}، والضم للإتباع، وذكر بعضهم أنها عوض عن تكرير حرف النداء لأن الأصل في "يا أيها الرجل" يا أي يا الرجل.
الرابع: اسم الجلالة في القسم؛ منه قول الصديق - رضي الله عنه - في حديث أبي قتادة في صحيح مسلم في قصة سلب القتيل يوم حنين: لاها الله إذا لا يعمد إلى أسدٍ من أسود الله ينافح عن الله ورسوله؛ فيعطي سلبه أصيبع من قريش. . . الحديث، وتكون بقطع الهمزة، ووصلها مع حذف الألف، وإثباتها.
وقوله: ({الَّذِينَ}): اسم موصول قيل إنه جمع مفرده الذي، وهو الذي مشى عليه ابن مالك في ظاهر قوله:
جمع الذي الأولى الذين مطلقًا
وهو الراجح. واحتج له بأنه جاء على صفة جمع المذكر، ولهذا رفعَه
الصفحة 18
1920