كتاب شرح سنن النسائي المسمى شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية (اسم الجزء: 1)

لامها إلا في التثنية، والجمع والتصغير. قال مضرس بن ربعي الأسدي:
فطرت بمنصلي في يعملاتٍ ... دوامي الأيد يخبطن السريحا
ويجمع الأيدي على أياد كأكرع، وأكارع كما قال الشاعر، وهو جندل بن المثنى الطهوي يصف الثلج:
كأنه بالصحصحان الأنجل ... قطن سخام بأيادٍ غزّل
وقال الآخر:
فأما واحد فكفاك مثلي ... فمن ليد تطاوحها الأيادي
والصحيح: أنها تطلق على الجارحة من الأصابع إلى المنكب، وقيل من الأصابع إلى الكف، ويشهد للأول كون عمار تيمم إلى المنكب وقال: تيممنا إلى المناكب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك بعموم الآية في قوله: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} وهو عربي فصيح حجة في اللغة، فثبت بذلك أن الاسم يتناول العضو إلى المنكب، وكان الإطلاق يقتضي ذلك؛ لكن لما ورد التحديد في الآية إلى المرافق كانت غاية في المغسول تقتضي إسقاط ما بعدها من العضو، ولولا ذلك لتناول اللفظ بإطلاقه سائر العضو المسمى بهذا الاسم والله أعلم.
قوله: {إِلَى الْمَرَافِقِ}: تقدم الكلام على "إِلَى" عند قوله: {إِلَى الصَّلَاةِ} والمرفق بفتح الميم، وكسر الفاء، وبالعكس، وهو مجتمع طرف الساعد، والعضد قال العيني: (الأول: اسم الآلة كالمحلب والثاني: اسم المكان ويجوز فيه فتح الميم والفاء على أن يكون مصدرًا أو اسم مكان على الأصل) وقال الأصمعي: المرفق من الإنسان، والدابة بكسر الفاء، والمرفق الأمر الرفيق بفتحها، وقيل: إن الفتح أقيس، والكسر أكثر في مرفق اليد، والغاية داخلة إما على أن ذلك هو الأصل عند من يراه، أو على قول من قال إنها إن كانت من جنس المغيا دخلت وإلا لم تدخل، وهي هنا من جنس المغيا لاسيما وقد بينت السنة دخولها في الأحاديث الصحيحة في صفة الوضوء.
قوله: ({وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}): قال في اللسان: (المسح إمرارك يدك على الشيء السائل، أو المتلطخ تريد إذهابه بذلك كمسحك رأسك من الماء، وجبينك من الرشح، مسح، يمسحه، مسحًا، ومسحه، وتمسح منه، وبه، وقد يطلق المسح مرادًا به الغسل وفي الحديث: "أنه تمسح وصلى" أي توضأ) ا. هـ. قال

الصفحة 24