كتاب شرح سنن النسائي المسمى شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية (اسم الجزء: 1)

مُبِينٍ}. الرابع: الإباحة، وتكون بعد الطلب، وقبل ما يجوز فيه الجمع نحو: تعلم الفقه أو النحو، وإذا دخلت عليها لا الناهية امتنع فعل الجميع نحو: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} قلت: لأنها صارت بمعنى واو العطف. الخامس: الجمع المطلق أي مرادفة الواو في التشريك، كما في قول توبة:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها
وقول جرير:
جاء الخلافة أو كانت له قدرًا ... كما أتى ربّه موسى على قدر
أي وكانت له قدرًا. السادس: الإضراب، ومنه على قول بعضهم: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} أي بل يزيدون على خلاف في ذلك. السابع: التقسيم نحو: الكلمة اسم، أو فعل، أو حرف، وقد قيل إنها هنا لمجرد التفريع الخالي من الشك، والإِبهام، والتخيير نحو {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا} ونحو {كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى} قالوا: وأما التقسيم فالواو فيه أكثر. الثامن: أن تكون بمعنى "إلا" في الاستثناء كقول الشاعر:
وكنت إذا غمزت قَنَاة قوم ... كسرت كعوبها أو تستقيما
أي إلا أن تستقيم، وجعل منه {أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً}. والتاسع: بمعنى إلى، وهي في هذين الموضعين ينصب الفعل المضارع بعدها كما هو مقرر في النحو، وذلك كقول الشاعر:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلا لصابر
أي إلى أن أدرك المنى. العاشر: التقريب، ومعناه تقريب الزمن بين المذكور قبلها، وبعدها نحو: "ما أدري أسَلَّمَ أو ودّع" أي: كان وداعه قريبًا من سلامه. الحادي عشر: الشرطية، ومثّلوا له بقولك: لأضربنه عاش، أو مات، المعنى إن عاش، وإن مات. الثاني عشر: التبعيض، ومثّلوا له بالآية السابقة في التفريع وهي قوله تعالى: {كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى}، وتعقبه ابن هشام.
وقوله: {عَلَى} تكون اسمًا بمعنى فوق، وذلك إذا دخلت "من" عليها، كقول الشاعر، وهو عمرو العقيلي:
غدت من عليه بعدما تم ظِمْؤها ... تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

الصفحة 34