كتاب شرح سنن النسائي المسمى شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية (اسم الجزء: 1)

وهو أحد معانيها.
الثاني: وهو الأكثر أن تكون حرفًا، ولها معانٍ أحدها: الاستعلاء نحو: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}. الثاني: المصاحبة نحو {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}. الثالث: المجاوزة فتكون بمعنى عن، نحو قول الشاعر:
إذا رضيت عليَّ بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها
أي: عني، الرابع: التعليل فتكون بمعنى اللام كقوله تعالى: {لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} أي: لأجل هدايته لكم، الخامس: الظرفية فتكون بمعنى في، نحو {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ} أي: في حين غفلة، السادس: أن تكون بمعنى من، نحو: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ} أي من الناس، السابع: معنى الباء نحو: اركب على اسم الله، ومنه: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ} على قراءة التخفيف، أي: بأن لا أقول، الثامن: أن تكون زائدة، ومنه قوله:
إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يومًا على من يتكل
أي: من يتكل عليه، فحذف عليه، وزاد على.
وقيل: منه قول حميد:
أبى الله إلا أن سرحة مالكٍ ... على كل أفنان العضاه تروق
وقول الهذلي:
فوالله لا أنسى قتيلًا رزئته ... بجانب قوسي ما بقيت على الأرض
على أنها تعفو الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي
الشاهد في قوله: على أنها، وقول ابن الدمينة:
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد
على أن قرب الدار ليس بنافع ... إذا كان من تهواه ليس بذي ود
وهي في الآية تحتمل المصاحبة، أو العلو المعنوي.
وقوله: {أَوْ} تقدم الكلام عليها، وهي هنا للتقسيم.
وقوله: {سَفَرٍ}: يقال على سفر، وعلى جناح سفر إذا كان متلبسًا به، وهذا عام يشمل السفر الطويل، والقصير، فإن لم يكن مع المسافر الماء الكافي لشُرْبهِ، أو لوضوئه، أو غسله إن كان جنبًا؛ فإنه يتيمم كما سيأتي إن شاء الله.

الصفحة 35