كتاب شرح سنن النسائي المسمى شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية (اسم الجزء: 1)
أما بعد: - فيقول العبد الفقير إلى رحمته تعالى المدعو باسمه -محمَّد المختار وهو ابن محمَّد بن سيد الأمين بن حبيب الله بن أحمد مزيد بن بون واسمه سعيد الجكني نسبًا الرشيدي مولدًا ومنشأ، ثم المدني إقامة وهجرة الشنقيطي شهرة- ولد في ضاحية قرية الرشيد، بموضع يسمى "الشُّقيق" كان مزرعة لأهله، وقرية الرشيد في منطقة -تكَانت- بكاف معقودة عند أهل البلاد وهي من بلاد موريتانيا ولد بها عام 1337 هـ وإنما اشتهرت النسبة لأهل هذه البلاد بشنقيط -وهي قرية من قراها- لأنها صارت علمًا عليهم بالتغليب -قيل لأن الجنود من أسلافهم الذين فتحوا تلك البلاد لما اجتمعوا حين غزوها من المغرب كان اجتماعهم فيها أولًا فنسبوا إليها، وقيل إنهم لما استقروا بتلك البلاد كان يصعب عليهم السفر إلى الحج إلا من طريق المغرب، فيتواعدون هذا المكان ليجتمعوا فيه فنسبهم أهل المغرب إلى هذه القرية، فاشتهروا بذلك- وأكثر المنتسبين إليها -ومن بينهم الكاتب- لا يعرفونها إلا بالاسم، وقد اشتهروا الآن باسمهم وهم -الموريتانيون- فالعبد الفقير خرج من مسقط رأسه على رأس سنة 1357 هـ، وهو على تمام التاسعة عشرة من عمره مهاجرًا من البلاد أيام حكم الفرنسيين لها، وجاور بالمدينة المنورة.
أقول -وبالله أستعين-: لما رأيت كتب الحديث المسماة عند علماء السنة بالستَّة، وبالأصول الستة، أو الأمهات الستة، أو الخمسة وهي شهيرة باسمها غنيّة عن التعريف بها، ورأيت الأربعة من الخمسة قد شرحت شروحًا مستوفاة من مطول ومختصر، ورأيت الخامس منها وهو -النسائي- لم يظهر له على وجه البسيطة حتى الآن شرح يكون وافيًا به إلا تعاليق مختصرة جدًا لا تفيد إلا في حل بعض الألفاظ. وكنت لا أرى للاشتغال بالتأليف في هذا الوقت كبير فائدة إلا الشهرة، أو أخذ شهادات الغالب عليها أن تكون غرورًا لصاحبها وخديعة له ولغيره، فلما لم أر أحدًا تصدى لخدمة هذا الكتاب العظيم حتى يكون مِثْل غيره من أصول السنة، استخرت الله تعالى في القيام بخدمته، وخدمة أهل العلم والمساهمة معهم في حفظ السنة والسعي في الخير، فانشرح صدري لذلك مع ما أنا فيه من الاشتغال واعتراض بعض الأمراض مع التقدم في السن الذي يعوق الإنسان في الغالب عن كثير من مقاصده، لكن الثقة بعون الله تعالى
الصفحة 6
1920