كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 3)

..............................................................................
__________
وقد صححه {عبد الحق في " أحكامه " (56/2) ، و} النووي في " المجموع "
(3/479) ، والحافظ في " بلوغ المرام "، ولكنهما أورداه بذكر الزيادة في التسليمتين.
وهي في نسختنا من " السنن " في التسليمة الأولى فقط - كما رأيت -؛ فلا أدري:
أذلك من اختلاف نسخ " سنن أبي داود " أيضاً، أم وهما في نقلهما عنه (*) ! والله أعلم.
وإنما قيدت هذه الزيادة بالتسليمة الأولى بناء على ما وقع في نسختنا من " السنن "،
وتقوَّى ذلك عندي برواية الطيالسي عن ابن مسعود المتقدمة؛ فإنها لم تذكر في
التسليمة الثانية، فإن ثبتت فيها؛ قلنا بها، وذكرناها في الكتاب، وإلا؛ فنحن واقفون
عند الوارد الثابت (**) .
ويتأيد هذا بأن المعروف عند من يُعنى بدراسة هديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شؤونه كلها أنه كان
يخص اليد اليمنى والجهة اليمنى بمزيد من التشريف والعناية، وأقرب مثال على ذلك
تخصيصه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليمين بقوله:
" السلام عليكم ورحمة الله ". واقتصاره في الجهة اليسرى على:
" السلام عليكم ". كما هو مذكور بعد في الأصل. وقد قال السندي رحمه الله:
" مقتضاه أنه يزيد في اليمين: " ورحمة الله "؛ تشريفاً لأهل اليمين بمزيد البر،
ويقتصر على اليسار على قوله: " السلام عليكم ". وقد جاء زيادة: " ورحمة الله " في
اليسار أيضاً. وعليه العمل؛ فلعله كان يترك أحياناً ".
__________
(*) بل هي من اختلاف النسخ؛ كما ذكر الشيخ رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود "
(4/155) ، ثم قال: " ونسختنا وغيرها على وفق " مختصر السنن " للمنذري ... ، ولعلها أرجح ".
(**) ثم مال الشيخ رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود " (4/152) إلى شذوذها فانظر
كلامه هناك.

الصفحة 1026