كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 3)

..............................................................................
__________
وكذلك أخرجه النسائي (1/194) ، والبيهقي (2/178) (*) من طريق حجاج قال:
قال ابن جريج: أخبرني عمرو بن يحيى به.
فقد اختلف فيه على ابن جريج، والرواية الأولى عنه أصح؛ لأن روح بن عبادة
أحفظ من الحجاج - وهو: ابن محمد -؛ قال في " التقريب " عن الأول:
" ثقة فاضل، له تصانيف ". وقال عن الآخر:
" ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره؛ لما قدم بغداد قبل موته ".
فيحتمل أن روايته هذه مما حدث بها في اختلاطه.
ولا يقال: قد وافقه عليها روح بن عبادة في رواية علي بن شيبة.
لأنا نقول: قد خالفه الإمام أحمد عنه، وأين هو من الإمام في الثقة والحفظ
والعدالة؟! بل إنه غير مشهور بالعدالة، وقد ترجمه الخطيب في " تاريخه " (11/436) ؛
فكان غاية ما قاله في توثيقه:
" روى عنه عبد العزيز بن أحمد الغافقي وغيره من المصريين أحاديث مستقيمة ".
ثم إنه يرجح رواية أحمد عن ابن جريج متابعة الدراوردي له، وهو ثقة، احتج به
مسلم، وما اتفق عليه الثقتان؛ أولى بالقبول مما تفرد به ثقة واحد.
فثبت - بما ذكرنا - أن أصل حديث ابن عمر الاقتصار على قوله: " السلام عليكم "
عن يساره.
ففيه أن السنة الإتيان بذلك أحياناً.
وهذا لا ينافي مشروعية زيادة: " ورحمة الله " فيها كالأولى. وعليه أكثر الأحاديث،
بل ذلك غالب أحواله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
(*) وعزاه الشيخ رحمه الله في " الصفة " المطبوع للسراج أيضاً.

الصفحة 1028