كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 3)

..............................................................................
__________
قلت: ورجاله عند ابن ماجه، والدارقطني، والبيهقي في رواية رجال الشيخين.
لكن الحديث فيه علة؛ وهي أنه من رواية الحسن - وهو: البصري - عن سَمُرَة. قال
الشوكاني (2/253) :
" وقد اختلف في سماعه منه على أربعة مذاهب: سمع منه مطلقاً. لم يسمع منه
مطلقاً. سمع منه حديث العقيقة. سمع منه ثلاثة أحاديث. وقد قدمنا بسط ذلك ".
والمتحقق من هذه الأقوال أنه سمع من سمرة في الجملة - كما ذهب إليه الحافظ في
" التهذيب " (2/270) -؛ ولكن لما كان الحسن - على جلالة قدره - مشهوراً بالتدليس،
وكثرة الإرسال - كما قال الحافظ في " التقريب " -؛ فلا يحتج بحديثه هذا؛ لأنه قد
عنعنه، ولم يصرح بسماعه من سَمُرة.
نعم؛ له طريق أخرى عند أبي داود (1/154) ، وعنه البيهقي بلفظ:
" ثم سلِّموا عن اليمين، ثم سلموا على قارئكم، وعلى أنفسكم ".
لكنه ضعيف؛ لما فيه من المجاهيل - كما قال في " التلخيص " -. ولعل هذا الطريق
هو من الطرق التي عناها النووي بقوله السابق:
" واعتضدت طرق الحديث؛ فصار حسناً أو صحيحاً ". فالله أعلم؛ فإني لم أجد له
طريقاً آخر غير هذا.
{ (تنبيه) : لقد حرَّف الإباضية هذا الحديث، فرواه ربيعهم في " مسنده " المجهول
بلفظ آخر، ليحتجوا به على بطلان الصلاة عندهم برفع الأيدي مع التكبير، ومنهم
السيابي المردود عليه في المقدمة (*) ، ولفظهم باطل، وبيانه في " الضعيفة " (6044) } .
__________
(*) مقدمة الطبعة الجديدة لِ " صفة صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (ص 26 - المعارف) .

الصفحة 1036