كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 3)

وضعُهُمَا على الصَّدْرِ، والنهي عن الاختصار
و" كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضع اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ". و " أمر بذلك أصحابه ".
و" كان - أحياناً - يقبض باليمنى على اليسرى ". و " كان يضعهما على الصدر ".
و" كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن الاختصار في الصلاة "، وهو الصَّلْبُ الذي كان ينهى عنه.
(ص 209 - 229) .
النَّظَرُ إلى مَوْضع السُّجُودِ، والخُشُوعُ
و" كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا صلى؛ طأطأ رأسه، ورمى ببصره نحو الأرض ". و " لما دخل الكعبة
ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها ". وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا ينبغي أن يكون في
البيت شيء يشغل المصلي ".
و" كان ينهى عن رفع البصر الى السماء "، ويؤكد في النهي حتى قال: " لينتهِيَنَّ
أقوام يرفعون أبصارهم الى السماء في الصلاة؛ أو لا ترجع اليهم (وفي رواية: أو
لتخطفن أبصارهم) ".
وفي حديث آخر: " فإذا صليتم؛ فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في
صلاته؛ ما لم يلتفت ". وقال أيضاً عن التلفت: " اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة
العبد ". وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يزال الله مقبلاً على العبد في صلاته؛ ما لم يلتفت، فإذا صرف
وجهه؛ انصرف عنه ". و " نهى عن ثلاث: عن نُقرة كنقرة الديك، وإقعاء كإقعاء
الكلب، والتفات كالتفات الثعلب ".
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " صل صلاة مودع كأنك تراه، فإن كنت لا تراه؛ فإنه يراك ".
ويقول: " ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها، وخشوعها،
وركوعها؛ إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب؛ ما لم يؤت كبيرة، وذلك الدهر كله ".
وقد " صلى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خميصة لها أعلام، فنظر الى أعلامها نظرة، فلما انصرف؛
قال: " اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وائتوني بأنبجانية أبي جهم؛ فإنها ألهتني
آنفاً عن صلاتي (وفي رواية: " فإني نظرت الى عَلَمِها في الصلاة، فكاد يفتنني) ".
وكان لعائشة ثوب فيه تصاوير ممدود الى سهوة، فكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي إليه، فقال:

الصفحة 1051