كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 3)

ما كانَ يقرؤه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلوات
وأما ما كان يقرؤه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلوات من السور والآيات؛ فإن ذلك يختلف باختلاف
الصلوات الخمس وغيرها، وهاك تفصيل ذلك مبتدئين بالصلاة الأولى من الخمس:
1- صلاةُ الفجر
كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ فيها بطوال المفصل؛ فـ " كان - أحياناً - يقرأ: {الوَاقِعَة} (56: 96) ،
ونحوها من السور في الركعتين ". وقرأ من سورة {الطُّوْر} (52: 49) ؛ وذلك في حجة
الوداع. و " كان - أحياناً - يقرأ: {ق. وَالقُرْآنِ المَجِيدِ} (50: 45) ونحوها في [الركعة
الأولى] ".
و" كان - أحياناً - يقرأ بقصار المفصل كـ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (81: 29) ". و " قرأ
مرةً: {إِذَا زُلْزِلَتِ} (99: 8) في الركعتين كلتيهما؛ حتى قال الراوي: فلا أدري؛ أنَسِيَ
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم قرأ ذلك عمداً؟ ". و " قرأ مرة في السفر المعوذتين: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الفَلَقِ} (113: 5) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (114: 6) ". وقال لعقبة بن عامر رضي الله
عنه: " اقرأ في صلاتك المعوذتين؛ [فما تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بمثلهما] ".
وكان أحياناً يقرأ بأكثر من ذلك، فـ " كان يقرأ ستين آية فأكثر "؛ قال بعض رواته:
" لا أدري في إحدى الركعتين أو في كلتيهما؟ ". و " كان يقرأ بسورة {الرُّوم} (30:
60) ". و " أحياناً بسورة {يس} (36: 83) ". ومرة " صلى الصبح بمكة؛ فاستفتح سورة
{المُؤْمِنِين} (23: 118) ، حتى جاء ذكر موسى وهارون - أو: ذكر عيسى. شك بعض
الرواة -؛ أخذته سَعْلَة؛ فركع ". و " كان أحياناً يؤمهم فيها بـ: {الصَّافَّات} (37: 182) ".
و" كان يصليها يوم الجمعة بـ: {الم. تَنْزِيلُ} {السَّجْدَة} (32: 30) [في الركعة
الأولى، وفي الثانية] بـ: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ} (76: 31) ".
و" كان يطول في الركعة الأولى، ويقصر في الثانية ". (ص 429 - 447) .
القراءةُ في سُنَّةِ الفَجْرِ
وأما قراءته في ركعتي سنة الفجر؛ فكانت خفيفة جدّاً؛ حتى إن عائشة رضي الله
عنها كانت تقول: " هل قرأ فيها بـ: {أم الكتاب} ؟! ". وكان - أحياناً - يقرأ بعد
{الفَاتِحَة} في الأولى منهما آية: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ

الصفحة 1059