كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 3)

ويرمي ببصره إليها - أو نحوها] ". و " كان إذا أشار بإصبعه؛ وضع إبهامه على إصبعه
الوسطى ". وتارة " كان يحلِّق بهما حلقة ".
و" كان إذا رفع أصبعه السبابة؛ يحركها يدعو بها ". ويقول: " لهي أشد على
الشيطان من الحديد ". يعني: السبابة. و " كان أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأخذ بعضهم على
بعض. يعني: الإشارة بالإصبع في الدعاء ". و " كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل ذلك في التشهدين
جميعاً ". و " رأى رجلاً يدعو بأصبعيه، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أحِّدْ [أحِّدْ] "، [وأشار
بالسبابة] ". (ص 838 - 859) .
وجوبُ التشهد الأول، ومشروعيةُ الدعاءِ فيه
ثم " كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في كل ركعتين (التحية) ". و " كان أول ما يتكلم به عند القعدة:
(التحيات لله) ". و " كان إذا نسيها في الركعتين الأوليين؛ يسجد للسهو ". وكان يأمر بها
فيقول: " إذا قعدتم في كل ركعتين؛ فقولوا: التحيات ... (إلخ) ، وليتخير أحدكم من
الدعاء أعجبه إليه، فَلْيَدعُ الله عز وجل [به] "، وفي لفظ: " قولوا في كل جلسة:
التحيات ... ". وأمر به (المسيء صلاته) أيضاً - كما تقدم آنفاً -. و " كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمهم
التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن ". و " السنة إخفاؤه ". (ص 860 - 869) .
صِيَغُ التشهد
وعلمهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنواعاً من صيغ التشهد:
1- تشهد ابن مسعود: قال: علَّمني رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التشهد -، [و] كَفِّي بين كَفَّيْه -؛
كما يعلمني السورة من القرآن: " التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك
أيها النبي! ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين -[فإنه إذا قال
ذلك؛ أصاب كُلَّ عبدٍ صالحٍ في السماء والأرض]-، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله "، [وهو بين ظهرانينا، فلما قبض؛ قلنا: السلام على النبي] .
وكانوا قبل ذلك [قبل أن يفرض التشهد] يقولون: السلام على الله قبْلَ عباده،
[السلام علينا من ربنا] ، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان
[وفلان]-[يعنون الملائكة]-، فلما انصرف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ذات يوم] ؛ أقبل علينا بوجهه،
فقال: " [لا تقولوا: السلام على الله. فـ] إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في

الصفحة 1076