كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

جَمْعُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ النظائر (1) وغيرها في الركعة
و" كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُِن بين النَّظَائر من المُفَصَّلِ (2) ؛ فكان يقرأ سورة:
__________
(1) أي: السور المتماثلة في المعاني؛ كالموعظة، أو الحِكَم، أو القصص، لا المتماثلة
في عدد الآي؛ لما سيظهر عند تعيينها. قال المحب الطبري:
" كنت أظن أن المراد أنها متساوية في العَدِّ، حتى اعتبرتها؛ فلم أجد فيها شيئاً
متساوياً ". ذكره في " الفتح ".
(2) اختلف في المراد بالمفصل مع الاتفاق على أن منتهاه آخر القرآن. وقد ذكر
الحافظ (2/198) الأقوال في ذلك، فبلغت العشرة؛ منها: أنه يبتدئ من
{الحُجُرَات} . ثم قال:
" وهو الراجح. ذكره النووي ". وقال الحافظ في مكان آخر (2/206) :
" تقدم أنه من {ق} إلى آخر القرآن على الصحيح ".
كذا قال، وهذا القول إنما ذكره هناك في جملة الأقوال التي قيلت، ولم يصححه،
ولا رجحه؛ وإنما رجح كونه من {الحُجُرَات} كما ذكره عن النووي (1) . والله أعلم.
وإنما سمي مفصلاً؛ لكثرة الفصل بين سُوَرِه بالبسملة؛ على الصحيح؛ كما قال
الحافظ. ثم قال (2/207) :
" ولا يخالف هذا ما سيأتي في (التهجد) أنه جمع بين {البَقَرَة} وغيرها من
الطوال؛ لأنه يحمل على النادر ". قال:
__________
(1) ثم رأيته يقول (2/156) :
" وفي المراد بالمفصل أقوال ستأتي في (فضائل القرآن) ؛ أصحها: أنه من أول {ق} إلى آخر
القرآن ". فهذا كلامه المتقدم.

الصفحة 402