كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)

الجهرُ والإسرارُ في الصَّلوَاتِ الخَمْسِ وغَيْرِها
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجهر بالقراءة في صلاة الصبح، وفي الركعتين الأُوليَين من
المغرب والعشاء، ويسر بها في الظهر والعصر، والثالثة من المغرب،
والأُخْرَيَيْنِ من العشاء (1) .
وكانوا يعرفون قراءته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما يُسِرُّ به - باضطراب لحيته (2) ،
__________
(1) وقد ذكر النووي في " المجموع " (3/389) إجماع المسلمين على ذلك كله بنقل
الخلف عن السلف، مع الأحاديث الصحيحة المتظاهرة على ذلك.
قلت: وسيأتي بعضها في (ما كان يقرؤه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلوات) ، وممن نقل الاتفاق على
ذلك: ابن حزم في " مراتب الإجماع " (33) ، وأقره شيخ الإسلام ابن تيمية. {وانظر
" الإرواء " (345) } .
(2) ذكر ذلك جمع من الصحابة؛ منهم: خَبّاب بن الأَرَتّ. كما قال أبو معمر
عبد الله بن سَخْبَرة قال:
ساءلنا خبّاباً: أكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم. قال: قلنا: بأي
شيء كنتم تعرفون؟ قال: باضطراب لحيته.
أخرجه البخاري في " صحيحه " (2/184 و 195) وفي " جزئه " (25) ، وأبو داود
(1/128) ، وابن ماجه (1/274) ، والطحاوي (1/123) ، والبيهقي (2/37 و 54
و193) ، وأحمد (5/109 و 112 و 6/395) ، والطبراني في " الكبير " من طرق عن
الأعمش: ثني عمارة عنه.
ومنهم: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. قال الإمام أحمد (5/371) : ثنا
عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن (وفي الأصل: ابن. وهو تحريف) أبي الزَّعراء عن
أبي الأحوص عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

الصفحة 413