كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)
لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها؟ فقال:
" أجل؛ إنها صلاةُ رَغَبٍ ورَهَب، [وإني] سألت ربي عز وجل ثلاث
خصال؛ فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلكنا بما
__________
وقد مضى في هذا الفصل (1) .
وهذا ليس على عمومه؛ بدليل الحديث الآتي بعده. وبحديث حذيفة المتقدم
أيضاً؛ فهو بظاهره يدل على أنه قام الليل كله. ويشهد له حديث عائشة نفسها
قالت:
كنت أقوم مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة التمام ... الحديث.
وهو جيد - كما بينا هناك -.
ويشهد له حديثها الآخر؛ فانظر " رياض الصالحين " (ص 436) .
__________
(1) {قلت: ولهذا الحديث وغيرِهِ يُكره إحياءُ الليل كله دائماً أو غالباً؛ لأنه خلاف سنته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ولو كان إحياء الليل أفضل؛ لما فاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخير الهدي هدي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولا تغتر بما روي عن أبي حنيفة رحمه الله أنه مكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء؛
فإنه مما لا أصل [له] عنه؛ بل قال العلامة الفيروزأبادي في " الرد على المعترض " (44/1) :
" هذا من جملة الأكاذيب الواضحة التي لا يليق نسبتها إلى الإمام، فما في هذا فضيلة تُذكر،
وكان الأولى بمثل هذا الإمام أن يأتي بالأفضل، ولا شك أن تجديد الطهارة لكل صلاة أفضل وأتم
وأكمل. هذا إن صح أنه سهر طوال الليل أربعين سنة متوالية! وهذا أمر بالمحال أشبه، وهو من خرافات
بعض المتعصبين الجهال، قالوه في أبي حنيفة وغيره، وكل ذلك مكذوب "} .