كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)

أهلك به الأمم قبلنا (وفي لفظ: أن لا يهلك أمتي بسَنَةٍ (1)) ؛ فأعطانيها.
وسألت ربي عز وجل أن لا يُظْهِرَ علينا عدواً من غيرنا؛ فأعطانيها. وسألت
ربي أن لايُلْبِسَنا شِيَعاً؛ فَمَنَعَنِيْهَا " " (2) .
__________
(1) أي: عامة؛ كما في حديث ثوبان. قال النووي:
" أي: لا يهلكهم بقحط يعمهم، بل إن وقع قحط؛ فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة
إلى باقي بلاد الإسلام. فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.
قوله: " أن لا يُظهر علينا "؛ أي: على أمته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
" من غيرنا "؛ أي: من فرق الكفر. والمراد: أن لا يُسلَّط عليهم بحيث يستأصلهم؛
كما في رواية ثوبان:
" وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم؛ فيستبيح بيضتهم "؛ أي: جماعتهم
وأصلهم.
قوله: " يُلبِسنا ": بكسر الباء؛ أي: لا يخلطنا في معارك الحرب.
" شيعاً ": فرقاً مختلفين يقتل بعضهم بعضاً ".
" فمنعنيها ": قال السندي:
" وفيه أن الاستجابة بإعطاء عين المدعو ليست كلية؛ بل قد تتخلَّف مع تحقق شرائط
الدعاء ".
(2) هو من حديث خباب بن الأرت.
أخرجه النسائي (1/243) ، والترمذي (2/26 - طبع بولاق) ، وأحمد (5/108
و109) ، {وابن حبان (7192 - الإحسان) ، والطبراني (1/187/2) = [4/57 و 58
و59] } من طرق عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن
عبد الله بن خَبَّاب بن الأَرَتّ عن أبيه - وكان قد شهد بدراً مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

الصفحة 532