كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)
وقال في رجل صلى ورأسه معقوص من ورائه:
" إنما مَثَلُ هذا مَثَلُ الذي يصلي وهو مكتوفٌ (1) " (2) . وقال أيضاً:
" ذلك كِفْلُ الشيطان ". يعني: مقعد الشيطان. يعني: مغرز ضفره.
__________
أنه سمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
" إذا سجد العبد ... " الحديث ". وقد وهم الحاكم في قوله أنه متفق عليه. وإنما هو
من أفراد مسلم.
(1) {أي: مضفور ومفتول. قال ابن الأثير:
" ومعنى الحديث: أنه إذا كان شعره منشوراً؛ سقط على الأرض عند السجود،
فيُعطى صاحبُه ثوابَ السجود به. وإذا كان معقوصاً؛ صار في معنى ما لم يسجد.
وشبهه بالمكتوف: وهو المشدود باليدين؛ لأنهما لا يقعان على الأرض في السجود ".
قلت: ويبدو أن الحكم خاص بالرجال دون النساء؛ كما نقله الشوكاني عن ابن
العراقي} .
(2) هو من حديث عبد الله بن عباس:
أنه رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص من ورائه؛ فقام فجعل يَحُلُّه،
فلما انصرف؛ أقبل إلى ابن عباس، فقال: ما لك ورأسي؟! فقال:
إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ... فذكره.
رواه مسلم (2/53) ، {وأبو عوانة [2/74] } ، وأبو داود (1/105) ، والنسائي
(1/167) ، والدارمي (1/320) ، والبيهقي (2/108 - 109) ؛ كلهم عن ابن وهب، إلا
الدارمي؛ فعن بكر بن مضر؛ كلاهما عن عمرو بن الحارث: أن بُكيراً حدثه: أن كُريباً
مولى ابن عباس حدثه عنه.
وتابعهما ليث بن سعد، وزاد في السند: شعبة مولى ابن عباس؛ قرنه مع كُريب