كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)

" إن كنا لنأوي (1) لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ مما يُجافي بيديه عن جنبيه إذا
سجد ". وكان يأمر بذلك؛ فيقول:
" إذا سجدت؛ فضع كفيك، وارفع مرفقيك " (2) . ويقول:
__________
قلت: وهذا الجواب ليس بشيء؛ لأمرين:
الأول: أن البخاري لم يحتج به؛ بل روى له مقروناً بغيره.
الثاني: أن البخاري نفسه ممن تكلم فيه؛ حتى أنكر ذلك عليه أبو حاتم - كما مر
آنفاً -. وفي " التقريب ":
" صدوق له أوهام ". فغاية حديثه أن يكون حسناً.
نعم؛ تابعه عَبّاد بن ميسرة:
أخرجه الطحاوي.
وابن ميسرة هذا: حاله قريب من حال ابن راشد؛ وقد قال أحمد:
" عباد بن راشد أثبت حديثاً من عباد بن ميسرة ". وقال ابن معين:
" عباد بن ميسرة، وعباد بن راشد، وعباد بن كثير، وعباد بن منصور؛ كلهم
حديثهم ليس بالقوي، ولكنه يكتب ". وفي " التقريب ":
" لين الحديث ". اهـ.
ولعله بهذه المتابعة يصير الحديث صحيحاً. والله أعلم.
(1) {أي: نَرْثي ونرِقّ} .
(2) هو من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
أخرجه مسلم (2/53) ، {وأبو عوانة [2/183] } ، والبيهقي (2/113) ، والطيالسي
(101) ، وأحمد (4/283 و 294) من طريق عُبيد الله بن إياد بن لَقِيط قال: ثني أبي عنه.

الصفحة 754