كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)
السُّجودُ على الأرضِ والحَصِير
وكان يسجد على الأرض كثيراً (1) .
__________
(1) استخرجنا ذلك مما اشتهر واستفاض: أن مسجده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن مفروشاً
بالبسط، أو الحصر؛ كما يدل عليه أحاديث كثيرة جداً:
الأول: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
كانت الكلاب تبول، وتقبل، وتدبر في المسجد في زمان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم
يكونوا يرشون شيئاً من ذلك.
أخرجه البخاري (1/223) ، وأبو داود (1/63) ، والبيهقي (2/429) من طريق
يونس عن ابن شهاب قال: ثني حمزة بن عبد الله عن أبيه.
وخالفه صالح بن أبي الأخضر؛ فقال: عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه.
أخرجه أحمد (2/70 - 71) .
وصالح: ضعيف.
الثاني: عن أبي هريرة:
أن أعرابياً دخل المسجد، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس، فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم!
ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لقد تحجرت واسعاً ".
ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد؛ فأسرع الناس إليه؛ فنهاهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وقال:
" إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين، صبوا عليه سجلاً من ماء - أو قال: ذنوباً
من ماء - ".