كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 2)
وكان ربما سجد في طين وماء، وقد وقع له ذلك في صبح ليلة إحدى
وعشرين من رمضان؛ حين أمطرت السماء، وسال سقف المسجد - وكان من
جريد النخل -، فسجد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الماء والطين. قال أبو سعيد الخدري: " فأبصرت
عيناي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين " (1) .
__________
" وخُتم بي النبيون ".
أخرجه مسلم (2/64) ، والترمذي (1/293) وصححه، والبيهقي (2/433) ،
وأحمد (2/412) .
وله في " المسند " (2/501) طريق أخرى - مختصراً - بسند حسن.
(1) هو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتكف العشر الوسط من رمضان، فاعتكف عاماً، حتى إذا
كان ليلة إحدى وعشرين. وهي الليلة التي يخرج فيها من صبحها من اعتكافه؛ قال:
" من اعتكف معي؛ فليعتكف العشر الأواخر، وقد رأيت هذه الليلة، ثم أنسيتها،
وقد رأيتُني أسجد من صبحها في ماء وطين، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها
في كل وتر ".
قال أبو سعيد: فأمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوَكَف
المسجد. قال أبو سعيد: فابصرت عيناي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انصرف، وعلى جبهته وأنفه أثر
الماء والطين، من صبح ليلة إحدى وعشرين.
أخرجه مالك (1/296 - 298) ، وعنه البخاري (4/219) ، وأبو داود (1/218 -
219) ، والبيهقي (2/103) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه.