كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 3)
..............................................................................
__________
...........................................
__________
الأول: أن يقال لك: أثبت العرش ثم انقش؛ فإن هذا الأثر لا يصح عن ابن مسعود رضي الله
عنه! بل هو محكي عنه - كما يأتي -.
وقولك: " بإسناد صحيح عن الشعبي ".
فيه تدليس خبيث على عامة القراء الذين لا ينتبهون لما في قولك هذا من التدليس؛ فهلا قلت:
إسناده صحيح عن ابن مسعود؟! لم تقل ذلك؛ لأنك تعلم - إن شاء الله - أن الشعبي - واسمه: عامر
ابن شراحيل - لم يسمع من ابن مسعود - كما قال ابن أبي حاتم، والدارقطني، والحاكم، والمزي
والعلائي، وابن حجر، وغيرهم - وهذا هو السر في اقتصار الهيثمي في " مجمع الزوائد " (2/143) -
بعد أن عزاه للطبراني (وهو فيه 9/276/9184) [على قوله]-:
" ورجاله رجال " الصحيح " ".
فلم يصححه؛ لأن هذا القول منه ومن غيره لا يعني أنه صحيح - كما نبهت عليه في غير ما
موضع من كتبي -؛ لهذا لجأتَ إلى التدليس على القراء، ولم تقل: إسناده صحيح عن ابن مسعود.
ولو فعلتَ؛ لافْتَضَحْتَ!
الثاني: هب - جدلاً - أنه صح عن ابن مسعود؛ فهذا قد يفيدك - لو كان وحده - في سلام
الغيبة؛ فيكون اجتهاداً منه، فأين أنت من سائر الصحابة الذين وافقوه وفيهم السيدة عائشة؟! أفكلهم
اجتهدوا وتجرأوا على تغيير النص؟! وأنت وحدك عرفت النص ولزمته؟! مع أنك خالفت نصوصاً
كثيرة، منها زيادتك (السيادة) في الصلاة الإبرإهيمية!
لا شك أن الذي يحملك على مثل هذا التناقض إنما هو الهوى! والله المستعان.
الثالث: هب أنهم كلهم اجتهدوا؛ أفكلهم أخطأوا، وأنت ومن على شاكلتك أصابوا؟!
الرابع: قولك: " فهذه الجملة زادها ... ".
خطأ محض؛ لأن الجملة - عند البلاغيين والنحويين - كل كلام اشتمل على مُسْنَدٍ ومُسْنَد إليه،
وهنا لا شيء من ذلك سوى:
" من ربنا ".
فهل هذه جملة عند (العلامة الغماري) الذي رشح نفسه - بل فرض نفسه - مجدد هذا القرن
في بعض رسائله الأخيرة؟! أم هو من باب التدليس أيضاً على القراء، وإيهامهم أن ابن مسعود زاد في
التشهد جملة تامة! وحاشاه من أن يزيد في تعليمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولو حرفاً واحداً -، كيف وهو ينكره على
أصحابه - كما سبق -؟! =