كتاب أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 3)

2- تشهد ابن عباس قال:
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلمنا التشهد، كما يعلمنا [السورة من] القرآن؛
فكان يقول:
__________
" عباد الله الصالحين ". ثم قال:
" أصاب كل عبد صالح ". واستدل به على أن للعموم صيغة، قال ابن دقيق العيد:
وهو مقطوع به عندنا في لسان العرب، وتصرفات ألفاظ الكتاب والسنة. قال:
والاستدلال بهذا فرد من أفراد لا تحصى، لا للاقتصار عليه. كذا في " الفتح ".
2- وبه أخذ الشافعي وأتباعه. وفي " الفتح " (2/252) :
" وقال الشافعي - بعد أن أخرج الحديث -: رويت أحاديث في التشهد مختلفة،
وكان هذا أحب إليَّ؛ لأنه أكملها. وقال في موضع آخر - وقد سئل عن اختياره تشهد
ابن عباس؟ -: لما رأيته واسعاً، وسمعته عن ابن عباس صحيحاً؛ كان عندي أجمع،
وأكثر لفظاً من غيره، وأخذت به غير معنّفٍ لمن يأخذ بغيره مما صح ".
والحديث أخرجه مسلم (2/14) ، {وأبو عوانة [2/227 و 228] } ، وأبو داود
(1/154) ، والنسائي (1/175) ، والترمذي (2/83) ، وابن ماجه (1/291 - 292) ،
والطحاوي (1/155) ، والدارقطني (133) ، والبيهقي (2/140) ، وأحمد (1/292) من
طرق عن الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عنه.
والزيادة الأولى: هي عند مسلم، وابن ماجه. وهي عند مسلم، {وأبي عوانة
[2/228] } وغيرهما من طريق آخر عن أبي الزبير - وقد مضى [ص 867]-.
والزيادة الأخرى: هي عند الجميع؛ حاشا أحمد، وكذا الطحاوي.
وأما الرواية الأولى: في تنكير " السلام " في الموضعين؛ فهي عند الشافعي في

الصفحة 895