كتاب معجم شيوخ الطبري

قال الذهبي في «التذكرة» (2/ 687/708): «الفقيه، الحافظ، كان مفتي مرو، وعالمها وزاهدها. وكان المرجوع إليه في الفتاوى، والمعضلات».
قلت: لم أقف له على تجريح يُذْكَر، وقد أغفله الشيخان شاكر - رحمهما الله - رغم أن الطبري قد أكثر عنه جدًّا في رواياته: عن الحسين بن الفرج، وعمار بن الحسن، إلا أنه أبهمه في كل ما رواه عنهما في «التفسير». ولا أدري ما الذي حمل الطبري على إبهامه رغم كثرة روايته عنه، سواء عن الحسين بن الفرج، أو عمار بن الحسن؟! إلا أن يكون قرينه، أو أصغر منه، أو أن هناك شيئًا آخر من تدليس أو عداوة، أو غيره!! وقد غلب على ظني أنه المراد، من خلال رواية الطبري عنه:
1 - في «تهذيب الآثار» (2/ 90 /1240) حيث قال: «حدثنا عبدان بن محمد المروزي قال: حدثنا الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} يعني ليلة أسري به إلى بيت المقدس، ثم رجع من ليلته؛ فكانت فتنة لهم». ثم أخرج الأثر نفسه في «التفسير» سندًا ومتنًا برقم (تس: 22429).
2 - وأخرج في «التاريخ» أيضًا (1/ 56) مصرحًا باسم (عبدان) حيث قال: «حدثني عبدان المروزي، حدثني الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد قال: أخبرنا عبيد الله بن سليمان قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول - في قوله عز وجل -: {فسجدوا إلا إبليس كان من الجن} قال: كان ابن عباس يقول: «إن إبليس كان من أشرف الملائكة، وأكرمهم قبيلة، وكان خازنًا على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض». ثم أخرج الأثر نفسه في «التفسير»، سندًا، ومتنًا أيضًا، برقم (23125).
3 - وبيَّن المبهم بينه وبين عمار بن الحسن في «التاريخ» (1/ 78) حيث قال: «قرأت على عبدان بن محمد المروزي قال: حدثنا عمار بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع عن أنس، عن أبي العالية قال: «أُخرج آدم من الجنة للساعة

الصفحة 774