كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (اسم الجزء: 1)

12 - وعن عائشة قالت: «كنت أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد تختلف أيدينا فيه من الجنابة» أخرجاه (¬1) ، ولمسلم (¬2) قالت: «كنت أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء بيني وبينه واحد فيبادرني، حتى أقول: دع لي، دع لي، قالت: وهما جنبان» .

13 - وعن ابن عباس «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل بفضل ميمونة» أخرجه أحمد ومسلم (¬3) ، ولأصحاب السنن (¬4) : «اغتسل بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في جفنة، فجاء ليغتسل منها فقالت: إني كنت جنبًا، فقال: إن الماء لا يجنب» وصححه الترمذي وابن خزيمة، وفي رواية لهما (¬5) : «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد» ، وللنسائي (¬6) : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة فيها أثر العجين» ، وأخرجه ابن ماجه، قال في "تحفة المحتاج": وإسناده على شرط الصحيح إلا عبد الله بن عامر الأشعري شيخ ابن ماجه، فتفرد عنه ولا أعرف حاله، فإن كان هو عبد الله بن مراد الأشعري كما نسبه ابن ماجه مرة أخرى، فهو من رجال الصحيح. انتهى. وقد جمع بين الحديثين بحمل النهي على التنزيه.
قوله: «لا يجنب» بفتح أوله وضمه، قال في "الدر النثير": والثوب لا يجنب والأرض، أي: لا يجب غسله إذا لبسه الجنب.
¬_________
(¬1) البخاري (1/103) ، مسلم (1/256) .
(¬2) مسلم (1/257) .
(¬3) أحمد (1/366) ، مسلم (1/257) .
(¬4) أبو داود (1/18) ، النسائي (1/131) ، الترمذي (1/94) ، ابن ماجه (1/132) .
(¬5) البخاري (1/101) ، مسلم (1/257) .
(¬6) النسائي (1/131، 202) ، وابن ماجه (1/134) من حديث أم هانئ وليس ابن عباس.

الصفحة 14