كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (اسم الجزء: 3)

قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى عائشة، فقال: والله لكأن ماؤها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين، فقلت: يا رسول الله أفأخرجته، قال: لا أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثير على الناس شرًا فأمر بها فدفنت» متفق عليه (¬1) ، وفي رواية لمسلم (¬2) : قال: «فقلت يا رسول الله! أفلا أخرجته؟ قال: لا» وفي رواية للبخاري من حديث عائشة: «فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: لهذه البئر التي أريتها كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين وكأن مائها نقاعة الحناء فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخرج قالت عائشة: فقلت يا رسول الله! فهلا تعني تنشرت؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما الله فقد شفاني وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شرًا» انتهى. ذكر ذلك في كتاب الأدب في باب إن الله يأمر بالعدل والإحسان (¬3) ، وفي البخاري أيضًا في باب الشرك والسحر من الموبقات (¬4)
أخرج حديث عائشة المذكور وفيه «فأتى البئر حتى استخرجه، فقال: هذه البئر التي أريتها، قال: فاستخرج ذلك، قالت: فقلت: أفلا تنشرت؟ فقال: أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شرًا» انتهى. وقال في "الفتح": النشر بالضم نوع من العلاج انتهى.
¬_________
(¬1) البخاري (3/1192، 5/2174، 2176) (3095، 5430، 5433) ، مسلم (4/1719-1720) (2189) ، أحمد (6/57، 96) ، وهو عند ابن حبان (14/545-546) (6583) ، وابن ماجه (2/1173) (3545) ، والنسائي في "الكبرى" (4/380) ، وابن أبي شيبة (5/41) ، والحميدي (1/126) (259) ، وأبي يعلى (8/290-293) (4882) .
(¬2) مسلم (4/1721) (2189) .
(¬3) البخاري (5/2252) (5716) .
(¬4) البخاري (5/2175) (5432) ، أحمد (6/63) ، والشافعي (1/382) ..

الصفحة 1713