كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (اسم الجزء: 4)
صغيرة وحشية كالسنور أراد تحقير أبي هريرة، فإنه لم يبلغ قدر من يشير في عطاء ومنع، وأنت بها أي: وأنت بهذا المكان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع كونك لست من أهله ولا من قومه ولا من بلاده، وللبخاري (¬1) «وأنت بهذا» . قوله: «تحدر» بالحاء المهملة وتشديد الدال المهملة، وفي رواية للبخاري (¬2) «تدلى» ، وهو بمعناه والضال السدر، وفي رواية «ضان» بالنون وهو رأس الجبل.
[33/44] باب ما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم
5304 - عن أنس قال: «لما فتحت مكة قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الغنائم في قريش، فقالت الأنصار: إن هذا هو العجب! إن سيوفنا تقطر من دمائهم وإن غنائمنا ترد عليهم. فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فجمعهم فقال: ما الذي بلغني عنكم؟ قالوا: هو الذي بلغك. وكانوا لا يكذبون، فقال: أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ فقالوا: بلى. فقال: لو سلك الناس واديًا أو شعبًا وسلكت الأنصار واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعب الأنصار» متفق عليه (¬3) ، وفي رواية للبخاري (¬4) : «لولا الهجرة لكنت امرًا من الأنصار، الأنصار شعار والناس دثار» وفي رواية: «قال أناس من الأنصار حين أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال هوازن فطفق يعطي رجالًا المائة من الإبل،
¬_________
(¬1) البخاري (4/1548) (3996) .
(¬2) البخاري (4/1549) (3997) .
(¬3) البخاري (3/1377) (3567) ، مسلم (2/735) (1059) ، أحمد (3/169، 249) .
(¬4) البخاري (4/1574) (4075) ، مسلم (2/738) (1061) ، أحمد (4/42) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم.