كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (اسم الجزء: 4)
فقالوا: يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي قريشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم! فحدث بمقالتهم، فجمعهم وقال: إني أعطي رجالًا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أما ترغبون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رحالكم؟ فوالله لما تنقلبون به خير من ما ينقلبون به. قالوا: يا رسول الله! قد رضينا» متفق عليه (¬1) .
5305 - وعن ابن مسعود قال: «لما آثر النبي - صلى الله عليه وسلم - أناسًا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب وآثرهم في القسمة، قال رجل: والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد فيها وجه الله، فقلت: والله لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته. فقال: فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ ثم قال له: رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر» متفق عليه (¬2) .
5306 - وعن عمرو بن تغلب «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بمال أو بسبي فقسمه، فأعطى قومًا ومنع آخرين، فكأنهم عتبوا عليه، فقال: إني أعطي أقوامًا أخاف ضلعهم وجزعهم، وأكل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغناء
¬_________
(¬1) البخاري (3/1147) (2978) ، مسلم (2/733) (1059) ، أحمد (3/165) ، وهو عند ابن حبان (16/267) (7278) ، والنسائي في "الكبرى" (6/356) ، وأبي يعلى (6/282) (3594) .
(¬2) البخاري (3/1148) (2981) ، وأطرافه (3/1249، 4/1576، 5/2251، 2319، 2333) (3224، 4080، 4081، 5712، 5933، 5977) ، مسلم (2/739) (1062) ، أحمد (1/380، 435، 441) ، وهو عند ابن حبان (11/160) (4829) ، وأبي يعلى (9/66) (5133) .